أخبارتونسعربي

في حضور شخصيات هامّة: تونس تحتضن جائزة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الدولية للتميز في مكافحة الفساد

احتضنت تونس، اليوم الأربعاء 9 ديسمبر 2020، وفي حضور شخصيات رسمية وديبلوماسية، فعاليات النسخة الخامسة لجائزة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الدولية للتميز في مكافحة الفساد.

وفاز بالجائزة هذا العام كل من الدكتور آدام رايكار من أستراليا والدكتور مايكل ليفاي من المملكة المتحدة في مجال البحث والمواد التعليمية الأكاديمية، ومنظمة أو إن جي تولتسوا غير الحكومية من مدغشقر، ومركز دراسة الديمقراطية من بلغاريا، في مجال إبداع الشباب وتفاعلهم، والسيد رياض قبيسي من لبنان، ومعهد المرصد السياسي والاجتماعي والبيئي من البرازيل، في مجال الابتكار، ومؤسسة بيردانا للقيادة من ماليزيا، في مجال الإنجاز المتميز.

وحضر الحفل كل من  علي بن فطيس المري المحامي الخاص للأمم المتحدة لمكافحة الفساد، ورئيس مجلس أمناء مركز حكم القانون ومكافحة الفساد، و  عماد بوخريص رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد بتونس،  ألكسندر زويف الأمين العام المساعد لسيادة القانون والمؤسسات الأمنية، و  حاتم علي ممثل مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة لدول الخليج العربية ، وسفير دولة قطر بتونس سعد بن ناصر الحميدي ، وأعضاء اللجنة العليا للجائزة ،والمجلس الاستشاري لاختيار الفائزين بها، وعدد من الضيوف الدوليين المهتمين بمجال الجائزة.

وفي كلمة مسجلة عن طريق الفيديو، توجه رئيس الجمهورية قيس سعيد، بالشكر للمنظمين على الجهود التي بذلوها من أجل تنظيم هذا اللّقاء، متمنيا أن تتبلور أفكار جديدة لوسائل جديدة لمكافحة الفساد ومقاومة المفسدين.

وقال: “للأسف الشديد مازالت هذه الظاهرة مستمرة، تنخر مؤسسات الدّول والمجتمعات في العديد من مناطق العالم، بل وتزيد استشراءً يومًا بعد يوم. ولقد عمَّ الفساد الكثير من الدول، بل إن شبكات الفساد مرتبطة بعضها ببعض في عديد أنحاء العالم. لقد وُضعت النّصوص وتعددت المؤسسات، ولكن لم تحقّق في الكثير من الحالات الأهداف التي أُنشئت من أجلها، ولم تحقّق مقاصدها النبيلة”.

وأشار إلى أن من بين أسباب انتشار الفساد، توزيع الثروات توزيعا غير عادل، وغياب العدل والإنصاف ، مضيفا أنه لا مجال لمقاومة الفساد إلا بقضاءٍ ناجزٍ ومستقلٍ، فبدونه لا يمكن لأحد أن يفرض احترام القانون.

من جانبه أثنى  الرئيس بول كاغامي رئيس جمهورية رواندا، في كلمة مسجلة عبر الفيديو، على دور  أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل والشراكة القيمة مع الأمم المتحدة مما مهد لهذه الجائزة ، مشيرا إلى أن مكافحة الفساد تشكل هدفا عالميا يتطلب تضافر الجهود ، مضيفا أنه قد تكون لمكافحة الفساد تكلفة سياسية، ولكن تكلفة التغاضي عنه أكبر بكثير.

من ناحيتها، أشارت غادة والي المدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة /في كلمة مسجلة/ إلى أن “الفساد يخون الثقة العامة ويسرق الموارد من الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليها”.

وأضافت “أنه في خضم جائحة كورونا، وأسوء أزمة اقتصادية منذ قرن نحتاج إلى الثقة في المؤسسات والمساءلة في الإنفاق العام أكثر من أي وقت مضى”.

وقالت : “نحتاج إلى أشخاص قدوة يساعدون على تعزيز النزاهة والشفافية”، معربة عن امتنان مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات لدولة قطر لإنشائها لجوائز التميز في مكافحة الفساد.

كما ألقى ألكسندر زويف الأمين العام المساعد لسيادة القانون والمؤسسات الأمنية، كلمة خلال حفل تكريم الفائزين بـ/جائزة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الدولية للتميز في مكافحة الفساد/ أشاد فيها بدولة قطر، أميرا وحكومة، وبمركز حكم القانون ومكافحة الفساد بالدوحة.

وقال إن الفساد بات يستنزف الموارد من الميزانيات الحكومية، ويحبط نتائج الإجراءات القضائية ويغذي الشبكات الإجرامية والمتطرفة ، لافتا النظر إلى أن  “الفساد لا يقتصر على الدول الهشة بل هو موجود في كل الدول، ولكن التأثير الذي يخلقه ربما يكون أشد تدميرا في البلدان المتعطشة للموارد والتي لاتزال تعمل على تطوير نظام الحكم الرشيد فيها”.

كما أكد أن الفساد يشكل عقبة أمام السلام الدائم في المجتمعات التي نشبت فيها صراعات، لذلك فإن مكافحته تكتسب أهمية أكبر أثناء حالة الطوارئ الحالية في ظل جائحة  كورونا  بسبب تنافس أفراد المجتمع على الحصول على معدات الوقاية الشخصية، والحصول على الرعاية الصحية واللقاحات .

وبدوره، ألقى  علي بن فطيس المري المحامي الخاص للأمم المتحدة لمكافحة الفساد ورئيس مجلس أمناء مركز حكم القانون ومكافحة الفساد، كلمة أشار فيها إلى ان اختيار بلد ما لتنظيم حفل تكريم الفائزين بالجائزة فيه لا يتم بصورة عشوائية، وإنما يكون مدروسا من كل الجوانب.

وقال إن اختيار تونس جاء نظرا لتاريخها في مكافحة الفساد، فتونس قادرة في الوقت الحالي كما كانت على دفع العالم العربي إلى مزيد من الشفافية ومحاربة الفساد.

كما ألقى  عماد بوخريص رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد في تونس كلمة أوضح فيها أن تونس التي صادقت على اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، ترى في هذا اليوم تأكيدا على عزمها الراسخ على التصدي للفساد بكل الإمكانيات والوسائل المتاحة.

وقال “إن الفساد في معناه الموسع وباء يسبب أمراضا اجتماعية ويعرقل التنمية ويهدد الاستقرار السياسي والسلم الاجتماعي ويزرع الشعور لدى المواطنين بعدم المساواة، لذا فإن كافة الشعوب والمنظمات لها دور هام في مكافحة الفساد، صونا للسيادة الوطنية”، مضيفا أن المجهود الوطني والدولي لا يمكن أن يتجلى إلا بالفعل الذي يتطلب إرادة سياسية وبالسرعة المطلوبة لتتبع أباطرة الفساد ومكافحة ظاهرة الإفلات من العقاب.

وشهدت فعاليات الحفل إزاحة الستار عن النسخة الخامسة من نصب “جائزة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الدولية للتميز في مكافحة الفساد”.

ويرمز النصب الذي يظهر على شكل يد فولاذية، ويتجاوز ارتفاعه 12 مترا، إلى تكاتف جميع دول العالم يداً واحدة من أجل مكافحة الفساد، فهو عبارة عن مجموعة من التكوينات الهندسية المتعددة التي تمثل الدول مجتمعة لتكون يدا قادرة على منع الفساد، كما تمثل الفراغات الشفافية في العمل.

ويأتي حفل توزيع جائزة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الدولية للتميز في مكافحة الفساد، تتويجا لعامها الخامس من التميز والحضور الدولي.

وجاءت هذه الجائزة انطلاقا من إيمان دولة قطر بضرورة العمل الجاد لمكافحة آفة الفساد في العالم لما تمثله من خطورة بالغة على مستقبل الأمم وتقدمها ورفاهية الشعوب وتوفير الحياة الكريمة لهم.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى