وجّهت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين اليوم الجمعة 23 نوفمبر 2018، رسالة مفتوحة الى رئيس الجمهروية، عبّرت خلالها عن رفضها لزيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لتونس على خلفية تورّطه ونظام الحكم في بلاده في جرائم بشعة تمسّ بحقوق الانسان، وآخرها ما حصل للاعلامي جمال خاشقجي في مقرّ القنصلية السعودية باسطنبول، معربة في ذات السياق عن صدمتها من الموقف الرسمي للخارجية التونسية بعد أن دعت الوزارة الى عدم توظيف قضية اغتيال الاعلامي السعودي، جمال خاشقجي، بـ”استغلال هذا الحادث لاستهداف السعودية وأمنها واستقرارها” وفق ما جاء عن الوزراة.
وفيما يلي محتوى الرسالة:
فوجئت النقابة الوطنيّة للصحفيين التونسيين، كأغلبية الشعب التونسي، بتأكيد زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى بلادنا، الأسبوع المقبل، فيما بدأ جولةً الهدف منها تبييض سجله الدّامي، على خلفية تورطه ونظام الحكم في بلاده في جرائم بشعة تمس حقوق الإنسان، لعلّ آخرها جريمة اغتيال الكاتب الصحفي جمال خاشقجي، حيث تشير تقارير دولية إلى تورط بن سلمان نفسه في هذه الجريمة النّكراء. السّيد الرئيس، لا يخفى على نقابتنا أن موقف تونس الرّسمي لم يكن، في يوم ما، مستقلاً عن سياسة المحاور التي تشهدها المنطقة العربية. ففي الثّاني والعشرين من أكتوبر الماضي، صدمنا بموقف وزارة الخارجية حين دعت إلى عدم توظيف قضية اغتيال الزميل السعودي، جمال خاشقجي، بـ”استغلال هذا الحادث لاستهداف السعودية وأمنها واستقرارها”، مكتفيةً بموقف هزيل لا يعكس بأي حال من الأحوال ما تعيشه تونس من زخم، في إطار الانتقال الديمقراطي الذي تمرّ به بلادنا. وقد سبق موقف وزارة الخارجية إعلان مناورات عسكرية مشتركة مع الطيران الحربي السعودي، الذي ارتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانيّة في اليمن، حسب تقارير حقوقية وأممية. هذا دون أن ننسى الموقف المخزي للدبلوماسيّة التونسيّة، التي امتنعت عن التصويت للتمديد للجنة التحقيق الدولية المستقلة في اليمن والتي يرأسها الحقوقي التونسي كمال الجندوبي. السيد الرئيس، إن النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين تؤكد استهجانهاَ لزيارة ولي العهد السعودي، كونه خطراً على الأمن والسلم في المنطقة والعالم، وعدوّاً حقيقياً لحرية التعبير. ختاما، حدثت في تونس ثورة ولسنا مستعدين، كصحفيين، أن نتنازل عن مكاسبها، وفي مقدمتها سيادة القانون حرية الصحافة والتعبير. وعلى هذا الأساس نرفض زيارة ولي العهد السعودي إلى بلادنا رفضًا قاطعًا، لما في تلك الخطوة الاستفزازية من اعتداء صارخ على مبادئ ثورتنا. وتفضلوا بقبول عبارات التقدير عن النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين الكاتبة العامة سكينة عبد الصمد.