أكدت صحيفتا “الراية” و “الشرق” الصادرتان اليوم في افتتاحيتيهما أن ما تقوم به السلطات السعودية بحق حجاج دولة قطر الراغبين في أداء الفريضة وما تضعه أمامهم من عقبات وعراقيل هو تسييس واضح للحج مع سبق الإصرار والترصد..ولفتتا إلى أنه بدا واضحا للقاصي والداني أن الرياض تستخدم الحج في أغراض سياسية، فهذه الشعيرة ركن أساسي من أركان الإسلام، ومن حق كل مسلم أن يتمكن من أداء الحج والعمرة بكل حرية واطمئنان، فالأماكن المقدسة ليست ملكا للدولة السعودية، وإنما لكل المسلمين وكافة الدول الإسلامية.
وأوضحت صحيفة /الراية/ أنه للعام الثالث على التوالي يمنع حجاج دولة قطر من مواطنين ومقيمين من الوصول إلى الديار المقدسة وتأدية المناسك، فأفئدة أهل قطر التي ترنو وتحن لبيت الله الحرام أصبحت اليوم تكتفي بمتابعة أخبار الحجاج والنظر من بعيد إلى هذه المشاهد الإيمانية المهيبة دون أن تستطيع الوصول إليه، كما أن ما يزيد غضبهم وحزنهم تلك التصريحات التي يطلقها المسؤولون السعوديون بين الحين والآخر عن أن بلادهم لا تسيّس الحج.
واشارت الى ان المغردين القطريين والمسلمين من شتى بقاع الأرض انتقدوا تسييس السعودية للحج، وحرمان الحجاج القطريين من أداء الفريضة للعام الثالث على التوالي، فالله سبحانه عندما فرض الحج على المسلم وضع معيارًا محددًا وهو “من استطاع إليه سبيلاً” ولكن السلطات السعودية وضعت معايير جديدة تعجيزية على حجاج قطر دونا عن غيرهم من بقية حجاج العالم الإسلامي، مثل منع وجود بعثة حج قطرية رسمية وكذلك عدم وجود رحلات طيران مباشرة أسوة بغيرهم من المسلمين ما يعتبر تعطيلاً لركن من أركان الإسلام وهو الحج، فالسعودية بصفتها الدولة المسؤولة عن إدارة ملف الحج تتعامل مع الشعائر الدينية تبعًا للخلافات والمواقف السياسية بينها وبين الدول الأخرى فالعراقيل التي تضعها السعودية أمام الحجاج القطريين ليست سوى عملية ضغط نفسي على دولة قطر للرضوخ لها.
وتساءلت/ الراية/ قائلة ،”كيف يمكن للسعودية أن تتشدق وتتنصل من جريمتها بمنع حجاج دولة قطر للعام الثالث على التوالي من أداء المناسك، فهل يعقل أن تتنازل قطر عن حقها الأصيل بوجود بعثة حج قطرية ترعى شؤون حجاجها، ولا رحلات مباشرة، فقطر لن تترك أبناءها ومن يقيم فيها دون رعاية ولن تغامر بقبول عدم وجود بعثة حج قطرية تتابع شؤون وترعى مصالح حجاجها أسوة بجميع دول العالم الإسلامي”.
وخلصت الصحيفة إلى القول ” على السعودية أن تكف عن تسييس الحج وإخضاعه للأهواء السياسية فالخلافات بين الدول يجب أن لا تنعكس على حرية الوصول إلى أماكن العبادة، فكل ما تقوم به السعودية هو خلط للدين بالخلافات السياسية عبر اتخاذ الحج وسيلة لمعاقبة الدول، ومن ضمنها قطر لأنها وبكل بساطة تنتصر لسيادتها ولا تريد أن تدور في فلك أحد”.
