أثارت حالة الجفاف التي ما فتئت دائرتها تتوسع بكامل البلاد وبشكل خاص بولايات الشمال الغربي التي تعتبر الخزان الطبيعي للمياه والمنتج الأكثر للحبوب والثريّة بغطائها النباتي، موجة من الغضب والمخاوف لدى عدد كبير من الفلاحين ومربي الماشية وهياكلهم المهنية.
وفي بيان له، أعرب الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بجندوبة عن عميق انشغاله لما آلت اليه أوضاع المنتجات الزراعية وخاصة الحبوب والاعلاف، وعدم قدرة الإدارة الجهوية للتنمية الفلاحية بالجهة على اعتماد خطة تؤمّن ضخّا وتوزيعا محترمين لمياه الري وتضمن انقاذ ما تبقى من الأراضي التي زرعت حبوبا واشجارا مثمرة، وتؤمن حاجيات أكثر من 24 ألفا من رؤوس الأبقار الحلوب ومثلها في قطاع الأغنام.
وحمّل الاتحاد وزارة الفلاحة والمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بجندوبة المسؤولية في عدم الجدية في اصلاح العطب الذي جدّ منذ سنوات بالقنوات الناقلة لمياه سد البربر، وتغذية سدّ بوهرتمة أكثر السدود التونسية استعمالا لري الاراضي الزراعية.
واعتبر في بيانه ان كامل ولاية جندوبة باتت منطقة مجاحة تستوجب تعويض الاضرار الناجمة عن ذلك دون التقيّد بصندوق الاجاحة، وعدم مطالبة الفلاحين بتسديد ما تخلّد بذممهم من ديون لهذا الموسم، والتدخّل العاجل لتوفير كميات إضافية من مياه الري لإنقاذ ما تبقى من مساحات مزروعة بعد ان ضرب الجفاف نسبة كبيرة منها، مطالبا، في ذات الوقت، بضرورة توفير كميات إضافية من الاعلاف المدعّمة للمربين بهدف المحافظة على الثروة الحيوانية.
وإلى حدود تاريخ 24 مارس الجاري لم يتعد مخزون سد بوهرتمة من المياه 22 بالمائة من مجموع طاقته وهو ما يقابل 25 مليون متر مكعب من مجموع 115 مليون كتر مكعب طاقة تخزين السدّ رغم الكمية التي تضخ له يوميا يوميّا من سد البربر والمقدرة بنحو 100 ألف متر مكعب وهي كمية وصفها عدد من الفلاحين في تصريحات متطابقة لوكالة تونس افريقيا للأبناء بأنها قليلة ولا تفي بالحاجة.من جانبه، قال رئيس الاتحاد، لطفي الجمازي، إن مزارع الحبوب تضرّرت بشكل لافت، مشيرا الى انعكاساتها الخطيرة على الفلاحين وفي مقدمتهم مربي الماشية المنتجة للحليب واللحوم.
واعتبر، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، أن الترفيع في ضخّ مياه سد البربر بإمكانه ان ينقذ المساحات القليلة المتبقية، وفق تقديره، وأن الخطة المعتمدة في ضخ مياه الري بالجهة يوما واحدا في الأسبوع غير مجدية وانها كانت محل جلسة عمل مع السلط الجهوية أمس الاثنين.من جهتها، عبرت النقابة الجهوية للفلاحين بجندوبة عن قلقها الشديد لما الت اليه الأوضاع في مزارع الحبوب والاعلاف، مطالبة في ذات الوقت بضرورة الإحاطة بالمزارعين والتعجيل بصرف مستحقاتهم من صندوق الجوائح.
ودعت النقابة عبر رئيس مكتبها الجهوي، توفيق التيساوي، السلط الجهوية والمركزية الى إيلاء الأوضاع ما تستحق، وخلق استراتيجيات تضمن قيمة القطاع الفلاحي وتطويره بالنظر الى ثقله الاقتصادي والاجتماعي.