أخبارتونس

نبيل عمّار يفتتح أشغال الخلوة السنوية لمجلس السلام والأمن الإفريقي

أكّد وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج نبيل عمّار، لدى افتتاحه عشية اليوم السبت بالضاحية الشمالية للعاصمة، أشغال الدورة الخامسة عشرة للخلوة السنوية لمجلس الأمن والسلم التابع للاتحاد الافريقي، ضرورة أن يقوم المجلس بصفة متواصلة بتطوير قدرته على المواجهة الفعّالة للتحدّيات المطروحة والمتعددة الأبعاد، وفق ما ينص عليه بروتوكول المجلس، وكذلك القانون المؤسس للاتحاد الإفريقي “الحلول الافريقية للمشاكل الإفريقية”.

 

وبيّن الوزير أنّ هذه الخلوة السنوية، من شأنها أن تتيح الفرصة لإعادة التفكير في طريقة اضطلاع المجلس بمهامه، في اتّجاه مزيد تطوير ودعم أساليب عمله، بالإضافة إلى معالجة الثغرات الواردة ببروتوكول مجلس الأمن والسلم من أجل تعزيز فعاليته في مجال ترسيخ أركان السلام والأمن.

 

وفي هذا الجانب، دعا الوزير الحاضرين إلى التحلّي بالجرأة أثناء التباحث في التدابير ذات الصلة بتنفيذ قرارات مجلس السلم والأمن، بحيث يتم تطبيقها بالنجاعة المطلوبة على أرض الواقع.

 

كما أبرز ضرورة مواصلة الجهود بنسق حثيث من أجل تحقيق الأهداف المشتركة والمرتبطة بالتضامن والتنمية المندمجة في إفريقيا، على قاعدة التفاهم بين البلدان والشعوب الإفريقية، وإعطاء الأولوية للحوار من أجل إرساء السلام في قارة إفريقيا التي عانت كثيرا من ويلات الصراعات، وتحقيق ما تصبو إليه الشعوب الإفريقية من وحدة المصير في كنف الأمن ولاستقرار.

وأكّد وعي الجميع بالتحديات والأزمات المعقدة التي تواجهها القارة الإفريقية، والصراعات الطويلة الأمد التي لا تزال قائمة، والتي سبّبت معاناة الشعوب وأهدرت الطاقات وقلصت القدرات وعطلت وتيرة التنمية وفاقمت ظاهرة الإرهاب وأفرزت تغييرات حكومية غير دستورية، الى جانب التطرف والجريمة المنظمة والهجرة غير النظامية وعدم الاستقرار والفقر والتهميش.

 

وأعرب في المقابل، عن قناعته التامة بقدرة القارة الإفريقية على الدفاع عن مصالحها الاستراتيجية وأولوياتها في مجال الأمن، وتعبئة الكفاءات لتنفيذها وإيجاد الحلول الناجعة للقضايا العالقة، في إطار شراكة شاملة ومتكاملة ورؤى اواضحة، بما يمكّن من إخماد صوت الأسلحة ونشر ثقافة السلام.

 

من جهته، أبرز رئيس مجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي لشهر نوفمبر “أبدي محمود أيبي”، ضرورة إجراء تقييم منتظم لأساليب عمل المجلس حتى يحافظ على دوره المحوري ويظل في مستوى حجم التحديات المطروحة أمامه، مضيفا أن هذه الخلوة ستتيح فرصة قيمة للتفكير في تطوير اساليب عمل المجلس وتحديد الثغرات واقتراح التوصيات الكفيلة بتحسين عمل الدول الأعضاء.

 

وأكّد في هذا الاتجاه، ضرورة التنسيق مع الأجهزة الأخرى للاتّحاد الأفريقي، لتعزيز القدرة على حلّ الصراعات بشكل فعال ودائم في إطار العمل المشترك، حاثا المجلس على دعم جهود الدول الأعضاء في حل صراعاتها الداخلية والاضطلاع بدور قيادي في هذا الاتجاه، من خلال تعزيز مؤسساتها وتمكين كفاءاتها من التكوين المناسب.

بدوره، تطرّق مفوّض الاتحاد الإفريقي للشؤون السياسية والسلم والأمن “بانكولاي أدواي”، الى أهمية القيام بتقييم شفاف لأنشطة المجلس وإنجازاته وإخفاقاته وتحدّياته، قائلا ” إنّ ما يواجه عمل المجلس من تهديدات لمشهد السلم والأمن في افريقيا، كتدهور المكاسب الديمقراطية والتغييرات الحكومية اللادستورية والانقلابات يستدعي مراجعة أساليب عمله بصفة ملحة”.

 

أما سفير تونس بأديس أبابا عبد الحميد الغربي، فقد أفاد في تصريح ل (وات)، بأنّ تونس التي هي عضو بمجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الافريقي تحتضن الدورة الخامسة عشرة للخلوة السنوية للمجلس لمدة ثلاثة أيام، وكانت ترأست المجلس في شهر أفريل الماضي.

 

وبيّن أن هذا المجلس الذي أنشأ منذ عشرين سنة، يهتم بمختلف القضايا الإفريقية وأبرزها تحديات حفظ السلم والأمن في افريقيا وحل المعضلات المتراكمة جراء الحروب والنزاعات.

 

وقال إنّ أبرز القضايا المطروحة اليوم على طاولة مجلس السلم والأمن هي التحدّيات المستجدة كالإرهاب والهجرة غير النظامية والأمن السيبرني وتغيّر المناخ وتأثيره على الهجرة.

 

وأكّد أنّ المجلس سينكب على مراجعة مجموعة من المسائل تهم بالأساس طرق عمله والتحديات الجديدة المطروحة أمامه، خاصة التغيير غير الدستوري للحكومات والانقلابات العسكرية التي تسببت في إقصاء ست دول من الاتحاد الافريقي، وإصدار تقرير نهائي يرفع إلى القمة القادمة التي تنعقد شهر فيفري 2024 بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا.

 

يشار الى أنّ المشاركين في الدورة الخامسة عشرة للخلوة السنوية لمجلس الأمن والسلم التابع للاتحاد الافريقي، وقفوا في مستهل الاشغال دقيقة صمت ترحما على ارواح الفلسطينيين الذن استشهدوا في العدوان الاسرائيلي الغاشم على قطاعي غزة والضفة الغربية المحتلين.

 

وات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى