تقاريرخاص

من رفاهية الإمارات إلى بؤس حياة المهاجرين في العامرة: ماذا وراء لغز الكامرونية “كلارا فوي”؟

 بقلم عامر عبايدي (نيوز بلوس) –  من دبي حيث تقيم منذ فترة وسط حالة من الرفاهية المطلقة وصور متداولة مع كبار الشخصيات الإماراتية والعالمية إلى صورة مهاجرة فقيرة معدومة؛ هكذا فتحت الكامرونية كلارا فوي باب الجدل والشكوك الأمنية بعد أن تم اعتقالها منذ أيام في منطقة العامرة من ولاية صفاقس وهي بصدد نقل أجواء الهجرة غير الشرعية على حسابات في التواصل الاجتماعي. الغريب في حكاية هذه السيدة أنها ادعت أنها فقيرة لكن تبين فور القبض عليها أنها ثرية وواحدة من مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي تمتلك الملايين من المتابعين، دخلت البلاد بطريقة غير شرعية وتقيم بين المهاجرين شديدي الفقر في ظروف سيئة، حيث كثرت التكهنات بشأنها حول عملها على توطين الأفارقة في البلاد. وفي تعليقه على اعتقالها أكد المتحدث باسم الإدارة العامة للحرس الوطني حسام الدين الجبابلي في تصريح للقناة الوطنية إن النيابة العمومية بصفاقس أذنت بالاحتفاظ بالمهاجرة من أفريقيا جنوب الصحراء مدة 48 ساعة. وأوضح الجبابلي أن المدعوة ”كلارا فوي كانت تقيم بإحدى الدول العربية (الإمارت حسبما كشفته حركة حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي) وتعيش في حالة رفاهية تامة قبل أن يتم تداول صورها في إحدى الضيعات بولاية صفاقس، مؤكدا أنه وبالتنسيق مع الهياكل المعنية لم يتم تسجيل أي أثر لدخولها إلى التراب التونسي سواء عبر المعابر البرية أو الجوية”. وتابع أن الوحدات الأمنية تدخلت في الموضوع وقامت بإلقاء القبض عليها وإحالتها على ذمة التحقيق أمام أنظار الفرقة المركزية الخامسة للحرس الوطني لكشف الشبكات التي تقف وراء تواجدها في تونس. الغريب في حكاية كلارا فوي ليس فقط الطريقة الغامضة التي تحولت منها من بلد الإقامة إلى تونس فقط بل أيضا جرأتها في محاولة نقل “أجواء” الهجرة في تونس عبر وسائل التواصل الاجتماعي واتقانها في تمثيل الدور إلى درجة غير معقولة في المهنية مما يثير مزيد الشك حول طبيعة تكوينها وماهي خلفيات هذه البراعة؟ والجريمة الكبرى التي من الممكن أن تكون ارتكبتها هذه الـ”المهاجرة” ليس تخليها عن الرفاهية وحياة الثراء وانما ما سربته بعض المصادر حول طريقة تصويرها للواقع في تونس حيث يشار إلى أنها قد تكون تتخفى وراء هويات مزيفة وتقوم بتنزيل فيديوهات على التيك توك تدعي من خلالها أن التونسيين يضطهدون أفارقة جنوب الصحراء. وقال عدة مدونين على فيسبوك إن هذه المرأة الأفريقية هي فنانة تتجول في كل العالم وتحيي حفلات غنائية بكندا ودبي، فضلا عن ذلك اشتغلت كمقدمة برامج براديو بالكامرون، ولديها الملايين من المتابعين. ربما توقفت السلطات التونسية عند التوضيح الذي قدمه العميد حسام الدين الجبابلي الذي اكتفى وفق ما تقتضيه سرية المهنة بمد الرأي العام بحيثيات القاء القبض على هذا اللغز المحير لكن من الضروري أن تكشف السلطات التونسية عن خفايا هذه المرأة الخطيرة التي لا شك بأن وراءها خنجرا آخر يراد له الإطاحة بأمن تونس وسلمها الأهلي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى