مشروع صوت المساواة المغاربي: دعوات لتعزيز أنظمة حماية النساء ضحايا العنف
تحت شعار “صوت المساواة”، انطلقت جمعية جسور المواطنة في تنفيذ مشروع مبتكر يهدف إلى تعزيز أنظمة حماية النساء ضحايا العنف في تونس والجزائر والمغرب. جاء هذا المشروع استجابة للواقع المرير الذي تعاني منه النساء في هذه الدول، حيث تزايدت حالات العنف المسلط عليهن في السنوات الأخيرة.
تقييم الأنظمة الحالية
يسلط المشروع الضوء على تقييم آليات التعهد والحماية والدعم المقدمة للنساء، حيث تم تحديد الفجوات والفرص لتحسين هذه الآليات. وقد تم ذلك من خلال شراكة مع منظمات وطنية وإقليمية ودولية، مما يعكس أهمية التعاون في مواجهة قضايا العنف.
خلال ملتقى تكويني نظّمته الجمعية، تم استعراض خلاصة عمل المشاركين في المشروع بحضور ممثلين عن مؤسسات وجمعيات ناشطة في مجال حقوق المرأة. وقد أكدت الأستاذة لمياء ناجي، من كلية الحقوق بصفاقس، أن “المنظومة القانونية في تونس تعتبر متطورة مقارنة بالدول العربية، لكن لا تزال تواجه بعض النقائص، خاصة على المستوى التنفيذي”.
دور المجتمع المدني
دعت الدكتورة ناجي إلى تعزيز دور المجتمع المدني ووسائل الإعلام في دعم حقوق المرأة، مشيرةً إلى أن الإحصائيات تشير إلى ارتفاع حالات العنف ضد النساء في تونس خلال عام 2024. كما أكدت على ضرورة إنشاء منظومة فعالة لرصد العنف وتوثيقه، رغم التحديات الثقافية والاجتماعية التي تعيق ذلك.
محاور تحسين نظام الحماية
خلص التقرير الصادر عن مشروع صوت المساواة المغاربي إلى تسعة محاور رئيسية تُعتبر ثغرات في دعم قضايا المرأة، تشمل إنشاء شباك موحد للتعهد بالنساء ضحايا العنف ونظام رقمي متكامل يتيح لهن الإبلاغ بسهولة. كما يُشدد على أهمية تنسيق الجهود بين المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني لتقديم خدمات شاملة.
خطوات عملية نحو التغيير
آمال عرباوي، رئيسة جمعية جسور المواطنة، أكدت ضرورة العمل على خمس نقاط رئيسية لتحسين جودة التعهد بالنساء ضحايا العنف، تشمل إرساء تنسيقية وطنية، وإنشاء شباك موحد، وإدماج مقاربة الميزانية الداعمة للنوع الاجتماعي. كما دعت إلى تخصيص محاكم مختصة للنظر في قضايا العنف ضد المرأة.
نحو مستقبل أفضل
تتطلع الجمعية إلى رفع توصيات للجهات الحكومية في بلدان المغرب العربي لتفعيل إجراءات وقوانين تضمن حماية النساء ضحايا العنف، مما يساهم في خلق بيئة أكثر أمانًا وعدالة. إن مشروع صوت المساواة المغاربي لا يمثل فقط جهدًا لحماية النساء، بل هو دعوة للوعي المجتمعي وتغيير الثقافة السائدة نحو المزيد من المساواة والاحترام.
ملاك الشوشي