أكد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، اليوم الأربعاء، أن بلاده لا تريد “الخروج عن الإجماع بعودة سوريا للجامعة العربية”، مشددًا على أن “لكل دولة قرارها”.
وجاءت تصريحات وزير الخارجية القطري، في مؤتمر صحفي مع نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك، بعد جلسة مباحثات رسمية في إطار زيارة تقوم بها الأخيرة إلى العاصمة القطرية الدوحة.
وكان أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قد استقبل بيربوك، في لقاء تم خلاله استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تنميتها وتطويرها، بالإضافة إلى مناقشة مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية، وفق ما أفادت وكالة الأنباء القطرية.
“لكل دولة قرارها”
وزير الخارجية القطري قال في مؤتمره الصحفي مع نظيرته الألمانية، إن “الحل لإعادة الاستقرار إلى سوريا يجب أن يرضي الشعب السوري التوّاق إلى الاستقرار”.
وأكد أن “الحل الوحيد يتمثل بايجاد حل عادل وشامل للمسألة السورية”، مضيفًا أن موقف قطر “واضح بشأن قرار عودة سوريا للجامعة العربية”.
وفي 7 ماي الجاري، أعلنت جامعة الدول العربية عودة دمشق لمقعدها بعد تجميد دام نحو 12 عامًا، و”التأكيد على ضرورة اتخاذ خطوات فاعلة نحو حلحلة الأزمة وفقًا لمقاربة خطوة مقابل خطوة”، عقب حراك عربي قادته السعودية ومصر والأردن.
ومن المقرر أن يشارك النظام السوري في القمة العربية التي تستضيفها العاصمة السعودية الرياض في 19 ماي الجاري، لأول مرة بعد تجميد عضوية دمشق عام 2011 على خلفية قمع النظام الاحتجاجات الشعبية بالقوة العسكرية.
وأضاف رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري أن “المسألة ليست بين قطر والنظام السوري، بل بين النظام وشعبه”. وفي هذا المجال، دعا إلى أن “يعيش الشعب السوري في أمان واستقرار وأن تكون هناك عملية سياسية في سوريا”.
مذكرة تفاهم لتعاون إستراتيجي بين ألمانيا وقطر
وفي إطار آخر، وقعت قطر وألمانيا مذكرة تفاهم لإنشاء حوار استراتيجي بين البلدين خلال زيارة وزيرة الخارجية الألمانية.
وقالت مراسلة “العربي”، سونيا الوافي، إن زيارة الوزيرة الألمانية جاءت تتويجًا لخمسين عامًا من العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وجاءت كذلك في إطار دعم الاتفاقية السابقة بينهما في مجال الطاقة، خلال العام الماضي.
من جهتها، قالت الوزيرة الألمانية إن بلادها ترغب في تأمين احتياجاتها من الطاقة من خلال التعاون مع قطر.
وأضافت في المؤتمر الصحافي المشترك مع نظيرها القطري: “ستساعدنا إمدادات الغاز الطبيعي المسال من قطر إلى ألمانيا اليوم على تنويع مصادر الطاقة في ألمانيا، نرغب في استقرار إمدادات الطاقة من خلال العلاقة مع قطر”.
تثبيت وقف النار ومساعدة غزة
وفي شأن منفصل، أشار وزير الخارجية القطري إلى أنه بحث مع نظيرته الألمانية “تثبيت وقف إطلاق النار وتقديم المساعدات في غزة”.
وكان مستشار رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، ماجد بن محمد الأنصاري، قد أكد في وقت سابق اليوم على دور كبير لعبته قطر في خفض التصعيد والتوصل إلى اتفاق الهدنة، ووقف إطلاق النار بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وأضاف أن الدوحة تلقت إشادات دولية من وزارة الخارجية الأمريكية والبيت الأبيض، والأمم المتحدة، والأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية وغيرها، لجهودها الدبلوماسية في تسريع وقف إطلاق النار بين الجانبين.
ولفت الأنصاري إلى أن قطر تقوم بدور الوساطة بتواجدها في غزة وتواصلها مع الفصائل الفلسطينية هناك، والتنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية والجهات الفاعلة.
