عادت ظاهرة تلون مياه البحر واحمرارها مع نفوق الأسماك والأحياء المائية وانبعاث روائح كريهة خلال الفترة الأخيرة إلى سواحل اللواتة واللوزة (من معتمدية جبنيانة شمال مدينة صفاقس) والسواحل الشرقية لجزيرة قرقنة، مما جعل البحارة والصيادين بهذه المناطق يعبرون عن امتعاضهم وتوجسهم من تهديد الظاهرة لموارد رزقهم.
وكانت ظاهرة تغير لون المياه ونفوق الأسماك برزت في شهر جوان الفارط في سواحل سيدي منصور وتم تفسيرها من طرف هياكل البحث العلمي بتكاثر كبير لكائن آحادي الخلية يسمى “أكلسندريوم مينوتوم” وهو نوع من الطحالب المجهرية السامة التي تكثفت خلاياها ليبلغ عددها الملايين في اللتر الواحد جراء تفاعل مجموعة من العوامل الطبيعية مثل الحرارة والإضاءة وغير الطبيعية مثل الملوثات”.
ويطالب البحارة والعاملون بالصيد الساحلي للمناطق المتضررة، السلط العمومية والهياكل الإدارية والعلمية المختصة بالتعجيل في إيجاد حلول لهذه المشكلة التي باتت تؤثر بشكل مباشر على موارد عيشهم مع تواصل نفوق الأسماك التي يسترزقون منها، علما وأن من بين الأصناف التي سجلت نفوقا القرنيط والشوابي وعديد الأسماك الأخرى، وفق تصريح عدد من البحارة ل(وات).
وينظم بحارة اللواتة اللوزة في منتصف نهار اليوم الاثنين وقفة احتجاجية أمام معتمدية جبنيانة للتعبير عن غضبهم من انعكاسات هذه الظاهرة البيئية على أنشطتهم المهنية كما يعبر بحارة قرقنة عن امتعاضهم من الظاهرة في وقفة احتجاجية مماثلة.
وقال رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بصفاقس عبد الرزاق كريشان في تصريح ل(وات) إن ظاهرة تغير لون المياه بسواحل صفاقس تم تدارسها في المجلس المركزي للمنظمة الذي انعقد في تونس العاصمة يومي 16 و17 نوفمبر الجاري، كما تم التداول بشأنها مع والي صفاقس والمندوب الجهوي للفلاحة والصيد البحري اليوم الاثنين.
وأكد أنه سيتم عقد جلسة عمل يوم الأربعاء القادم بمقر الولاية تحت إشراف الوالي وبحضور ممثلي الهياكل المختصة ولا سيما المعهد لتكنولوجيا وعلوم البحار والوكالة الوطنية لحماية المحيط ووكالة تهيئة الشريط الساحلي.
ووصف كريشان نتائج التقرير الأولي الصادر عن هذه الهياكل، بعد قيامها الأسبوع الفارط بزيارة معاينة للمناطق المتضررة ورفعها لعينات، ب”غير المقنعة”، وذلك “باعتبارها تتحدث عن ظاهرة طبيعية ناتجة عن ارتفاع في درجات الحرارة والحال أن الطقس يعرف في الفترة الأخيرة انخفاضا ملحوظا للحرارة” بحسب تقديره.
(وات)