يشهد المؤتمر الوطني الثاني لحزب افاق تونس منافسة بين كل من رئيس الحزب ياسين ابراهيم والامين العام السابق فوزي عبدالرحمان، ويعد المؤتمر محطة مهمة في تاريخ حزب افاق تونس إذ ستمثل اختبارا حقيقيا للقيادة من اجل ترسيخ الممارسة الديمقراطية صلب القواعد.
وقد أشار عدد من المتابعين ان ترشح كل من ياسين ابراهيم وفوزي عبدالرحمان اشارة ذات دلالة لحدة التنافس وجدية المنافسة بين القياديين. فكما هو معلوم جرت العادة بين مختلف الاحزاب التونسية “يمين، يسار ووسط” ان يكون الرئيس او الامين العام للحزب هو المرشح الاوحد، وان المؤتمر الوطني لا يعدو ان يكون محطة لتجديد الولاء وتزكية زعيم الحزب.
من جهة اخرى لمح بعض الملاحظين الى وجود منافسة بين الرئيس والامين العام السابق للحزب في اشارة الى تباين في المواقف بين الرجلين غير ان كلا المرشحين دحضا وجود اختلافات او صراع انما الامر يعود الى خلاف “صحي” يرسخ العمل الديمقراطي داخل الحزب ويقطع مع سياسة التأييد الاعمى للقيادة الحزبية.
مصادر مطلعة داخل الحزب كشفت أن افاق تونس يسعى من خلال مؤتمره الوطني المرتقب تجذير الممارسة الديمقراطية عبر انتخاب هياكل شرعية انطلاقا من القواعد “انتخاب مؤتمري الجهات” وصولا للقيادة وليس العكس.
اما بخصوص المنافسة بين ياسين ابراهيم وفوزي عبدالرحمان فأكدت ذات المصادر ان هذا التنافس “طبيعي” وأن الحديث عن نتائج محسومة غير صحيح، فالصندوق هو الفيصل والتنافس بين الطرفين قائم على البرامج والرؤى وان التنافس بين القاديين ليست “مسرحية”.
ان تكريس مبدأ التنافس واحترام اختلاف المواقف داخل كل حزب تعد من القيم الجديدة التي يجب ان تتحلى بها الاحزاب التونسية من مختلف المشارب الفكرية، فهل ينجح حزب افاق تونس في تثبيت هذه القاعدة ويقطع الطريق مع ممارسات سياسية مشوهة ظلت تطبع الاداء السياسي للأحزاب التونسية لعقود؟