أظهرت دراسة جديدة نشرتها المجلة الطبية الأمريكية “نيو انغلاند جورنال اوف ميديسين”, أن الفيروس المسبب لمرض كوفيد- 19 (المعروف علميا بـ SARS-CoV-2) يستقر ما بين عدة ساعات إلى أيام في الهباء الجوي وعلى أسطح الأشياء التي قد يسقط عليها.
واكتشف العلماء أن فيروس كورونا الجديد (SARS-CoV-2), المسبب للمرض الحالي COVID-19 أو الالتهاب الرئوي الحاد, يمكن اكتشافه في الهباء الجوي لمدة تصل إلى ثلاث ساعات, وحتى أربع ساعات على الأسطح النحاسية, وما يصل إلى 24 ساعة على الورق المقوى, وما يصل إلى يومين إلى ثلاثة أيام على البلاستيك والفولاذ المقاوم للصدأ.
وتوفر الدراسة, التي أجرتها معاهد الصحة الوطنية الأمريكية, معلومات أساسية حول استقرارية SARS-CoV-2, وتطرح أن الأشخاص قد يصابون بالفيروس عن طريق الهواء, أو بعد لمس أشياء ملوثة به.
وتم نشر النتيجة وتناقلها على نطاق واسع خلال الأسبوعين الماضيين بعد أن وضع الباحثون المحتويات على خادم (سيرفر) طبع مسبق, لمشاركة البيانات بسرعة مع الزملاء المعنيين.
وقارن علماء معاهد الصحة الوطنية من منشأة مونتانا التابعة للمعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في مختبرات روكي ماونتن, كيف تؤثر البيئة على سارس- CoV-2 الحالي وسارس CoV-1, الفيروس الذي سبّب سارس SARS القديم.
وتم القضاء على سارس CoV-1 القديم من خلال تتبع مكثف للاتصال وعوامل عزل صحي للحالات, ولم يتم الكشف عن أي حالات منه منذ عام 2004.
وسارس CoV – 1 القديم هو فيروس كورونا البشري الأكثر ارتباطا بـ SARS-CoV-2 الحال, وفقا للدراسة.
وفي دراسة استقراريتهما, تصرف الفيروسان بشكل متشابه, وهو ما يفشل, للأسف, في تفسير لماذا أصبح COVID-19 الحالي أكثر تفشيا بكثير.
وحاول الباحثون في هذه الدراسة تقليد فيروس يتم أخذه من شخص مصاب, ووضعه على أسطح يومية في منزل أو مستشفى, ويسقط عليها عبر مثلا السعال أو لمس أشياء, ثم بحث العلماء كم المدة التي يظل فيها الفيروس معديا على هذه الأسطح.
وتؤكد النتائج التوجيه الذي صدر عن متخصصين في الصحة العامة بضرورة استخدام احتياطات مماثلة لتلك الخاصة بالأنفلونزا وفيروسات الجهاز التنفسي الأخرى, لمنع انتشار سارس- CoV-2 الحالي, بما فيها تجنب الاتصال الوثيق مع المرضى, وتجنب لمس العين والأنف والفم, والبقاء في المنزل عندما يشعر المرء بالمرض, واستخدام منديل لتغطية الفم عند السعال أو العطس, وتنظيف وتعقيم الأشياء والأسطح التي يتم لمسها بشكل متكرر.
وتم إجراء الدراسة بشكل مشترك من قبل علماء من معاهد الصحة الوطنية, وكذلك مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها, وجامعات كاليفورنيا ولوس أنجلوس وبرينستون.
وكالات