شهدت جزيرة سقطرى اليمنية، اليوم الأحد، مظاهرة داعمة للحكومة الشرعية ومندِّدة باعتداء عناصر موالية للإمارات على محافظ الجزيرة.
ورفع المحتجون عَلم اليمن، ولافتات تندد بالتدخل الإماراتي، ومحاولة إثارة الخلافات والصراعات البينية وإضعاف الأمن في المحافظة، البعيدة عن الصراع المشتعل باليمن منذ 2015، مؤكدين رفضهم لأي وجود مسلح أو تشكيلات خارجة عن الدولة، تتلقى توجيهاتها من أبوظبي.
و قال الناشط اليمني عاطف السقطري إن تظاهرة اليوم تعد الأكبر في تاريخ سقطرى، وهي رسالة واضحة لدعم السلطة المحلية بقيادة المحافظ رمزي محروس؛ ورفضاً لتشكيل الإمارات أحزمة أمنية وقوات خارج سيطرة الحكومة اليمنية.
ووفقاً للسقطري، فإن “المجتمع السقطري اليوم يرفض الدعوات والشعارات الداعية إلى تمزيقه وبث الفرقة والشقاق بين أبنائه، وعلى الشيوخ والأعيان تحمُّل المسؤولية المنوطة بهم في الحفاظ على تماسك المجتمع السقطري”.
وقال محافظ الجزيرة، في كلمة له خلال التظاهرة: إن سكان أرخبيل سقطرى “يؤكدون تمسُّكهم بالدولة، وانحيازهم إلى السلطة الشرعية، ورفضهم لأي تشكيلات خارجة عن القانون والإطار الشرعي”.
وجدد تأكيده أن السلطة المحلية تقف إلى جانب الرئيس عبد ربه منصور هادي، ومع اليمن الاتحادي المكون من ستة أقاليم.
وجاءت التظاهرات استجابة لدعوة مشايخ وشخصيات بارزة في محافظة الأرخبيل، للتضامن مع المحافظ محروس ووزير الثروة السمكية فهد كفاين (من أبناء سقطرى)، اللذين اعتدت على موكبهما عناصر موالية للإمارات.
كما أتت هذه التظاهرة، بعد ثلاثة أيام من تظاهرة أخرى دعا إليها “المجلس الانتقالي الجنوبي” المدعوم إماراتياً، والتي خُصصت لمهاجمة المحافظ محروس وحزب الإصلاح، ودعت إلى الانفصال، إضافة إلى انتشار مقطع فيديو يُظهر رفع عناصر موالية لأبوظبي عَلم الإمارات بمناطق واسعة في سقطرى.
وتصاعدت وتيرة الأزمة في سقطرى مجدداً، بعدما اعتدت عناصر موالية للإمارات على موكب وزير الثروة السمكية ومحافظ الجزيرة منتصف الشهر الجاري، عقب منع الأخير إرسال نحو 250 شخصاً إلى عدن لتجنيدهم ضمن ما يسمى “النخبة السقطرية”.
وسبق أن وصل نحو 100 مقاتل من الانفصاليين يرتدون ملابس مدنية، بسفينة تابعة للبحرية الإماراتية، إلى محافظة “أرخبيل سقطرى”، في مايو الماضي؛ وهو ما تسبب في غضب الحكومة اليمنية.
وتقود الإمارات والسعودية تحالفاً ضد جماعة الحوثي المتهمة بتلقي دعم من إيران.
لكن الإمارات على علاقة متوترة مع الحكومة، وجنَّدت آلاف المقاتلين من حركة جنوبية انفصالية اشتبكت مع القوات الحكومية.
ويتهم مسؤولون حكوميون، بين الحين والآخر، السعودية والإمارات بتقويض أعمال الحكومة في مناطق سيطرتها، ومحاولة الاستيلاء على مدن يمنية، وعدم السماح للرئيس اليمني بالعودة إلى البلاد لإدارة شؤونها.
وتقود الدولتان تحالفاً عسكرياً يشمل القوات المحلية المؤلّفة من مختلف الفصائل اليمنية، منذ مارس 2015، ويحاول إعادة الحكومة المعترف بها دولياً إلى السلطة بعد أن أطاحت بها مليشيا الحوثي المتحالفة مع إيران، في 2014، لكن منظمات دولية وحقوقية تتهم التحالف بارتكاب جرائم بحق المدنيين.
وسقطرى أرخبيل مكوّن من 6 جزر، وتحتل موقعاً استراتيجياً على المحيط الهندي، قبالة سواحل القرن الأفريقي، بالقرب من خليج عدن، وهو ما أثار أطماعاً إماراتية للسيطرة عليها.