أخبارتونس

تعرف على أهمية الصيام في معالجة العديد من الأمراض والإضطرابات النفسية..

أكد المتدخلون في حلقة الحوار التي انتظمت اليوم الجمعة، بالمكتبة الجهوية بصفاقس حول موضوع “شهر رمضان عبادات وعادات” على “أهمية دور العائلة كنواة أولى لاعادة ألق وبهجة الاحتفاء بقدوم شهر رمضان المعظم، وتمرير وتجذير العبادات والعادات والتقاليد التي كانت دارجة داخل العائلات الصفاقسية تحديدا والتونسية عامة خلال هذا الشهر، لدى الناشئة”.
وافاد الباحث في التاريخ وعلوم التراث الوطني والعادات والتقاليد الشعبية، قيدوم العائلات والأنساب الصفاقسية، يوسف الشرفي، انه “فضلا عن البعد الديني الشعائري الذي يكتسي به شهر رمضان المعظم كجزء من هويتنا الاسلامية، فلطالما اقترن بعديد العادات والتقاليد الشعبية التي دابت عليها العائلات الصفاقسية خاصة والتونسية بشكل عام، منذ القدم، التي توحي بالبهجة والفرحة بقدوم هذا الشهر الكريم، من قبيل طلي المنازل وانارتها بالفوانيس، والافطار الجماعي ولمة افراد العائلة حول مائدة واحدة، والتزاور بين العائلات والصدقة، واقامة صلاة التراويح بين افراد العائلة وختم القرآن، ونكهة الطبال الذي يجوب شوارع المدينة واحياءها الشعبية ليقظة المتساكنين للسحور، وتعويد الاطفال الذين يقاربون سن البلوغ على الصيام عبر ما يعرف في الموروث الشعبي “الصوم على شدق واحد”.
ولفت المتحدث ذاته، الى ان “هذه العادات والتقاليد الشعبية المتجذرة في عمق العائلات الصفاقسية والتونسية عامة منذ القدم، والتي توحي بالفرحة والبهجة بقدوم شهر رمضان المعظم، بدأت للأسف تتلاشى وتندثر داخل العائلات التونسية بشكل ملحوظ، وذلك بسبب الثورة المعلوماتية، وما يشهده الواقع المعصر من طغيان للماديات على الروحانيات، وما خلفته جائحة كورونا من آثار سلبية على نفسية المواطنين وتباعد عائلي واجتماعي”، مشددا على “اهمية دور العائلة في إعادة خلق جواء البهجة والفرحة بقدوم شهر رمضان المعظم، وتجذير العبادات والعادات المتعلقة بشهر رمضان، لدى الناشئة”.
من جهته، حمل الممثل المسرحي والتلفزيوني، منصف الوكيل، “مسؤولية اندثار العادات والتقاليد الشعبية والروحانية المرتبطة بشهر رمضان المعظم، وغياب أجواء الفرحة والبهجة بقدومه، الى العائلة بالاساس والى التطور التكنولوجي والثورة المعلوماتية بصفة ثانوية”، معتبرا “ان السط الجهوية هي المسؤولة على انارة الشوارع وفتح الدكاكين والمتاجر خلال شهر رمضان لخلق اجواء فرحة عامة وحركية تجارية، ولكن العائلة هي المسؤولة على اعادة جاذبية ونكهة شهر رمضان داخل الاسرة، من خلال ترسيخ الروحانيات والعادات والتقاليد الشعبية المرتبطة بشهر رمضان لدى الناشئة، عبر الحرص على لمة العائلة واقامة الافطار الجماعي، وتبادل الزيارات بين العائلات، واقامة صلاة التروايح بين افراد العائلة، وختم القرآن، والسحور الجماعي”.
من ناحيتها أكدت الاخصائية النفسية، اميمة الذوادي”، على “اهمية الصيام في معالجة العديد من الامراض والاضطرابات النفسية ابرزها ظاهرة الاكتئاب الذي يعد مرض العصر”.
وبدورها، أفادت مديرة المكتبة الجهوية بصفاقس، مليكة شعبان، في تصريح لـ”وات” ان “حلقة الحوار هذه التي تندرج في اطار تظاهرة صفحات ثقافية والموجهة اساسا لفائدة الاطفال والعائلات، تهدف الى تسليط الضوء على العبادات والعادات والتقاليد الشعبية المتعلقة بشهر رمضان، المتجذرة داخل الأسر التونسية منذ الازل، على غرار الافطار الجماعي ولمة العائلة حول نفس المائدة، والتزاور بين العائلات، والصدقة، واقامة صلاة التراويح وختم القرآن بين افراد العائلة، وتدريب الأطفال على الصيام … وذلك من اجل تمرير وترسيخ هذه العبادات والعادات والتقاليد لدى الناشئة، باعتبارها تمثل هويته التي يعتز بها داخل فضائه الجغرافي وخارجه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى