قضايا وآراء
بقلم هشام حسني: شبابنا من الإنتحار حرقا وشنقا إلى الإنتحار غرقا
بعد أن تفشّت في السنة الماضية وما سبقها ظاهرة الإنتحار شنقا وحرقا بين شباب المناطق المهمّشة وخاصّة منها ولاية القيروان تطفو هذه الأيام ظاهرة جديدة وخطيرة وهي الهجرة السريّة أو ما يعرف بالحرقة وتكمن خطورتها في الطريقة الإستعراضيّة التي تتمّ بها حتى نزعت عنها صفة الخلسة هذه الطريقة الإستعراضية عبر مواقع التواصل الإجتماعي تهدف إلى بعث رسالة إلى الحكومة مفادها أنّ الشباب يئس من تجد لهم حلولا وأنّ الفصل8 من الدستور ظلّ حبرا على ورق لا غير.وأنّ الشباب فضّل الموت غرقا على الموت البطيء وهم أحياء.
ولئن نهيب بشبابنا أن لا يلقوا بأنفسهم إلى التهلكة واللّجوء إلى طرق نضاليّة لإفتكاك حقوقهم المشروعة التي نصّ عليها الدستور والاتفاقيات الدوليّة لحقوق الإنسان فإنّنا نحمّل المسؤوليّة كاملة الى الحكومة الحاليّة والحكومات التي سبقتها في تهميش الشباب ودفعهم إلى حالات اليأس فلم تهيّئ لهم مناخا إيجابيّا ولا اعتبرتهم قوّة فاعلة كما نصّ على ذلك الفصل 8 من الدستور بل ازدادت نسبة البطالة القسريّة في صفوفهم واستفحل الإنحراف بينهم .
إنّ الحكومة التي تحترم شعبها تولي أهميّة قصوى إلى شبابها عماد المستقبل قتعدّ له البرامج للتوعية والتهيئة لدخول غمار الحياة العمليّة ةتضمن له كرامته وهي المسؤولة الأولى على حمايته من كلّ مظاهر الإنحراف أو الإنجراف نحو العصابات الإرهابيّة وتجار المخدّرات والبشر.
فلا غرابة في أن تتصدّر تونس قائمة الدول المصدّرة للإرهابيين وهذا يعود إلى الغياب التّام للبرامج التوعويّة وانعدام الفضاءات الثقافيّة التى تنشر ثقافة حبّ الحياة وتحميهم من الشعور باليأس الذي يدفعهم الى الإنحراف بكلّ أشكاله أو الإنتحار.
ففي هذه الحكومة وزيرة الشباب لا تكلّف نفسها دراسة ظاهرة يأس الشباب وجنوحه وايجاد الحلول لهم بل لا همّ لها سوى إلتقاط الصّور مع النخبة من المتوّجين بمجهودهم الفردي أو الحضور في المحافل المتلفزة للظهور أمام الكاميرا .
إنّ الحزب الشعبي التقدّمي المؤمن بأنّ لا مستقبل لدولة دون شباب فاعل يعبّر عن حسرته على ما آل إليه شبابنا ويدعوهم إلى الإنخراط في الجمعيات والأحزاب والمنظمات للنضال من أجل إقتلاع حقوقهم المشروعة.كما يندّد بسياسة الحكومة التي تتجاهل عماد المستقبل ولاتحرّك ساكنا تجاه همومهم ولم تعمل على إيقاف نزيف التهميش المتزايد ويدعو الحكومة إلى تعيين كفاءة على رأس وزارة الشباب تقدّم برنامجا عمليّا لفائدتهم كما تدعوها إلى تفعيل كلّ فصول الدستور التي تضمن كرامة الشباب وتحميهم من الانحراف والانتحار .
إنّ الشباب الذي أطاح بالدكتاتوريّة قادر على افتكاك حقوقه بالطرق النضاليّة المشروعة ونهيب بكلّ الحزاب الديمقراطية واجتماعيّة وكل مكوّنات المجتمع المدني أن يولوا عناية خاصّة بالشباب وأن لا يعتبرونه مجرّد رقم يزيد عدد الناخبين ولا ديكورا في محافلهم.
هشام حسني نائب مؤسس للدستور وأمين عام الحزب الشعبي التقدمي
لقد اتجه الشباب الحارق إلى سياسة تون نهج ونخلهالكم واسعة وعريضة