أظهرت صور الأقمار الصناعية التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، حجم الدمار الذي أوقعه الزلزال في تركيا وسوريا، مخلّفًا عشرات الآلاف من القتلى والمصابين فضلًا عن ملايين المتضررين.
وقال إريك فيلدنغ، الجيوفيزيائي في مختبر الدفع النفاث التابع لـ(ناسا)، إنّ “الزلازل الكبيرة جدًّا والقوية” ألحقت أضرارًا مماثلة لأضرار زلزال عام 1906، الذي دمر مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية، موضحًا أنّ الزلازل “انفجرت على طول الطريق حتى السطح على مدى سلسلة طويلة من الصدوع”.
وتُظهر صور الأقمار الصناعية التي شاركها مرصد الأرض التابع لـ(ناسا) الأضرار التي لحقت بثلاث مدن تركية، إذ تشير “وحدات البكسل” ذات اللون الأحمر الداكن إلى المناطق “التي يُحتمل أن تكون بها أضرار جسيمة” في المباني والمنازل والبنية التحتية، و”المناطق البرتقالية والصفراء إلى المتضررة بشكل متوسط أو جزئي”.
وفقًا للمرصد، يمثل كلّ “بكسل” مساحة تبلغ حوالي 30 مترًا، بما يعادل حجم ملعب بيسبول.
وتُظهر الخرائط مساحات كبيرة من “البيكسلات” الحمراء، تحدها مناطق برتقالية وصفراء، وعند تكبير الخرائط يمكن المشاهدين رؤية جيوب صغيرة من الضرر في جميع أنحاء البلاد.
وتمّ رسم الخرائط باستخدام الرادار ذي الفتحة الاصطناعية للقمر الصناعي، وهذا الرادار مستشعر يرسل نبضات الميكروويف باتجاه سطح الأرض، ثم يستمع إلى انعكاسات تلك الموجات لرسم خريطة للمناظر الطبيعية.
وقارن العلماء في المرصد البيانات المأخوذة يوم 8 فيفري (بعد يومين من الزلزال)، بالبيانات التي تم جمعها في أفريل عام 2021، وأبريل عام 2022، وتتبعوا التغييرات لتحديد المناطق المتضررة.
وحذّر فيلدنغ من أنّ “التغيرات الموسمية” قد تسبب بعض عدم الدقة، وقال “بعض المناطق التي تم وضع علامة عليها على أنها متضررة في المناطق المزروعة ربما لم تتضرر، وبعض المناطق التي لم تظهر بها أي أضرار في المناطق المزروعة قد تكون غير متضررة”.
ويتم استخدام الخريطة من قبل فريق برنامج الكوارث التابع لبرنامج علوم الأرض التطبيقية التابع لوكالة ناسا للعمل مع وزارة الخارجية الأمريكية، ولجنة كاليفورنيا للسلامة الزلزالية، ومنظمة مياموتو العالمية للإغاثة من الكوارث والبنك الدولي.
وذكرت (ناسا) في بيان صحفي، أن الفريق ينسق أيضًا مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية “لتقييم احتياجات أصحاب المصلحة في المنطقة وتقديم الخبرة العلمية لدعم تقييم المخاطر وجهود التعافي”.
وقالت شانا ماكلين مديرة البرنامج “نحن نراقب هذا الحدث عن كثب. وبالإضافة إلى رسم خرائط الأضرار إلى أقصى حد ممكن من الأقمار الصناعية، فإننا نستخدمها لتتبع مخاطر الانهيارات الأرضية المتزايدة، وانقطاع التيار الكهربائي، والطقس الذي قد يشكل تحديًا لجهود الاستجابة”.
الجزيرة / ناسا