أفاد أستاذ علم المناعة والعلوم الطبية الحيوية بجامعة “نوتنغهام ترنت” البريطانية، الدكتور ياسر الشربيني، في حوار مع صحيفة “الوطن” المصرية، بأن فيروس ”نيباه” الذي برز الحديث عنه مؤخرا، مصدره الطبيعة وليس مصنعا من قبل أحد.
وقال ياسر الشربيني، إن “فيروس نيباه موجود منذ سنة 1994 ويختلف عن فيروس كورونا في كثير من الصفات، ولكن هناك تشابه بينهما في الشكل والتركيب”، لافتا إلى أن “خطورة هذا الفيروس تتمثل في إصابته للجهازين العصبي والتنفسي معا، وهو يمثل خطورة كبيرة، بخلاف فيروس كورونا، لأن نسب الوفيات به تصل لـ75% من إجمالي عدد المصابين”، وفق قوله.
وحسب الشربيني، فإنه تم اكتشاف هذا الفيروس سنة 1994 في دول شرق آسيا، وأنه موجود في الخفاش دون أن يؤثر عليه، ولكنه عندما يخرج منه عبر اللعاب والروث والبول الخاص به على الفواكه التي يتغذى عليها، يصيب الحيوانات الأخرى، ومن ثم ينتقل إلى الإنسان مباشرة.
وبين الدكتور ياسر الشربيني، أن هذا الفيروس ينتقل عن طريق الجهاز التنفسي واللمس، بمعنى نفس وسائل انتقال فيروس كورونا”، مبرزا أن “انتشار المرض يكون من خلال التنفس أو التلامس، كما أن هناك عددا من الأطقم الطبية أصيبوا نتيجة مخالطتهم للناس، ولا ينتقل عن طريق أكل الخفاش”.
وتابع قائلا: “في حال إصابة أي مجموعة بالفيروس، لا بد من غلق المنطقة بالكامل لمنع انتقال المرض، وحتى الآن لم يتم اكتشاف أسباب سرعة انتشار المرض، ولكن خطورته في ارتفاع نسب الوفيات”، محذّرا من أن “خطورة فيروس “نيباه” تتمثل في عدم اكتشاف علاج له حتى الآن”.
واشار إلى أن الفيروس كان قد “انتشر بشكل محلي بين سنتي 2018-2019، ولم يكن عالميا”، حيث أنه “في تلك الفترة، قررت السعودية والإمارات عدم استيراد أي منتجات من دول شرق آسيا كالخضراوات والفواكه”، وفق قوله.
وتعود خطورة فيروس ”نيباه” لأسباب عديدة، منها أن فترة حضانة هذا الفيروس التي يقال أنها قد تصل إلى 45 يوما، تتيح له الفرصة للانتشار، لأن المصاب لن تظهر عليه أية أعراض. وقد يصيب عددا كبيرا من الحيوانات، وهذا يزيد احتمالات انتشاره. وقد تنتقل العدوى إما عبر الملامسة المباشرة أو عبر تناول أطعمة ملوثة بالفيروس.
كما أن معدل الوفيات الناجم عن الإصابة بالفيروس مرتفع جدا، إذ يترواح معدل وفيات فيروس نيباه بين 40 في المئة و75 في المئة، بحسب المكان الذي يتفشى فيه.