تقاريرثقافةفنون

أيام قرطاج المسرحية: حصيلة أسبوع على وقع الركح

بقلم سندس الهادي: 

عاشت تونس على وقع أيام قرطاج المسرحية 2018 وتنفست المسرح طيلة اسبوع كامل امتد من 8 الى 16 ديسمبر أكثر من 150 عرضا موزع على مختلف الجهات التونسية و السجون , مسرح الطفل كان حاضرا وندوات وورشات عمل متنوعة , خصصت وزارة الشؤون الثقافية لهذه الدورة ميزانية 2.3 مليار دينار.

دولة فلسطين و بوركينا فاسو هما ضيفا شرف هذه الدورة حيث تم تكريم “عرين العمري” و”احمد ابوسلعوم” من فلسطين واحتفل المهرجان بأمسيات شعرية ألقاها كل من “مريد البرغوثي” و”تميم البرغوثي” .

تكريم المسرح البوركيني أيضا كان ملفتا من خلال عرض مجموعة من الأعمال لهذا البلد و القاء محاضرة حول المسرح البوركيني أمنها الدكتور “بروسبار كومباوري” و تم تكريم كل من “أوليفيا أدراوغو”و “ايتان مينونغو”.

المسابقة الرسمية مخصصة فقط للأعمال العربية والإفريقية وتشمل 11 عمل سيتنافسون على المراكزالثلاثة الأولى وهي

 “جويف” وذاكرة قصيرة من تونس

“هاملت بعد حين ” الاردن

“تقاسيم على الحياة” من العراق

“عبث” من المغرب

“تصحيح ألوان” من سوريا

 “الساعة الأخيرة” من مصر

“يوميات أدت الى الجنون” من الكويت

” في عزلة حقول القطن ” من غينيا

 ” A corps et à cri” من التوغو

ادارة المهرجان حرصت على تنظيم عدد من الندوات الفكرية و الورشات المسرحية تنوعت مواضيعها بين “المسرح التونسي و اللامركزية”و”الكتابة المسرحية اليوم تحولاتها و رهاناتنها ” والوساطة الفنية “

طيلة الاسبوع كان الجمهور التونسي في الموعد يواكب العروض و في كثير من الاحيان تبقى اعداد غفيرة منه خارج المسرح لعدم توفر التذاكر, و هنا نتساءل لماذا شيدنا صرحا ثقافيا يستوعب الالاف و يبرمج المهرجان مسرحيات متوقع ان يحضرها الجمهور بأعداد كبيرة بفضاءات صغيرة ؟

معشر الصحفيين و الاعلاميين عليهم ان يتوجهوا الى حجز التذاكر(مجانية)  قبل ساعات  حتى يتمكنوا من مواكبة العروض , شيء لا يستقيم أبدا مع عمل الصحفي في بلد يزخر بالأحداث السياسية الحينية مما أعاق دون العمل في ظروف طيبة و لا سيما تهور الجمهور في عديد من العروض و خروجه عن اداب الفرجة كان ذلك مخجلا في دار الثقافة ابن رشيق عند عرض المسرحية الفلسطينية “لاتكن كمبارسا في هذه المسرحية” حيث اظطر طاقم امن الفضاء الى التدخل لاخراج شخص من الحضور بالغ في تشويشه على العرض , فضلا عن تعليقات من هنا و هناك في مسرحيات متفرقة , نعم المواكبة الجماهيرية مطلوبة و لكن على مرتادي المسرح في تونس أن يعوا و يعقلوا أن المسرح له ظوابطه و نواميسه وأن الممثل يكون في حالة عالية من التركيز.

و أجمل ما في الأيام بالنسبة للمبدع هي لحظات تسليم الجوائز و فعلا على تواضعها ماديا الا انها مهمة ومتنوعة وقيمة  منها

جائزة الاتحاد العام التونسي للشغل

جائزة النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين

جائزة صلاح قصب للإبداع المسرحي  (العراق)

جائزة المنظمة الدولية للفرنكوفونية

جائزة الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية.

هي أيام تونسية لعرس للمسرح هذا الفن الذي يصارع البقاء امام غزو الانترنت و الصورة الرقمية هي أيام للتفكير في واقع ومستقبل المسرح العربي و المغاربي و الافريقي عموما ,أيام تبعث من جديد الروح لهذا الفن الذي يظل عميقا و فضاء لمحاكاة مشاغل و هموم و احلام المبدعين و بثها للجماهير لعلها تنبت زرعا طيبا.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى