قضايا وآراء

رأي: الشيء من مأتاه لا يستغرب

بقلم: سندس الفقير – صحفية تونسية:

سبعُ سنوات من الٲلم عصارة تنظيم ارهابي سمى نفسه داعش عربد من تونس الى العراق مرورا بليبيا و مصر ودمشق و لبنان واليمن و القائمة تطول لم تبقى ارض في بلاد العرب لم تُدنّس و لم تبكي شهداءها  و لكن علّمنا الكتاب ان الباطل زائل لا محالة.

 كيف لا و داعش صناعة دولة اوهن من بيت العنكبوت نعم هي كذلك ˏ فقط نفخ فيها العملاء من بني جلدتنا نفخ فيها من تجلّت له شياطين الٳنس في معاهدات سلام واهم تافه مبطّن مُخطط ٲريد لنا منذ  من آلاف السّنين حتى يتمكّنوا من عواصم الحضارة بغداد و دمشق و صنعاء و اخيرا عاصمة السماء… القدس.

داعش ذلك المزيج من الافراد ذوي العُقد النفسية و ذوي السّاقطين في سواد الوهم و ٲفراد اخرين يعبدون الدّينار و لا يبالون بشيء في سبيله ˏ و الحقيقة تُقال ان حكّام ٲمتنا  و نخبنا الميّتة في معظم القُطر العربي  هيّٲّوا الٲرضية السّامحة لولادة الوهم.
ما تعاني منه مجتمعاتنا العربيّة هو آفة النّفاق.

 فمواقف الحكام العرب والإجماع العربي استندت ٳلى سِمات الشّخصية العصبيّة وليست الشخصية السَوِيَّة وتعَّرف بالشخصية النّفعية وسِمتُها الٳنتهازية والحقد والتحايل والغيرة ودعائم هذه الشخصية التي يحكمها النفاق. 
أولاً الهوى وهو الميل للشهوة ويُنتِجُ عنه البغي وهو الخروج عن القانون لذلك تراهم يطبقون شرعا غريبا عن الاسلام الحقيقي  و العدوان أي التعدّي و هو ما تفننوا فيه كل مكان حلّوا فيه  و الشّهوة وهي الرّغبة الشديدة فيما يشتهي من الملذات المادية والمعنوية فجعلوا من الشّريفات سبايا و باعوهن في سوق النّخاسة و كان لكل واحد منهم عشرات الصّبايا يغتصبهنّ واحدة تلو الٲخرى  و الطّغيان وهو تجاوز الحدّ في الظّلم و القهر و بيع ما ليس لهم و سرقة ممتلكات الغير  .
ثانياً الهُوينا ومعناها الإستخفاف بالأمور حتى انهم اصبحوا يبيعون النفط لدول الجوار و يقبضون “كاش” في مهزلة لم يرى العالم مثلها  .

ثالثاً الحفيظة وهي الغضب أو الحمِيَّة وتعني أيضاً الحذر ..وينتج عنها  الكِبروالتكبُّر.

 الفخر وهو التباهي بما للرجل وقومه من المحاسن الحمِيَّة والعصبية وهي إعانة الرجل قومه على الظلم  .
رابعا الطّمع وهو رغبة المرء بأمر وبِشدَّة والحرص عليه.وينتج عنه  الفرح و الرضى والسرور المكاثرة وهي المغالبة بكثرة العدد والمال .
والفارق بين الحكام العرب وداعش إنما يستند الى الفارق بين نمطين من الإستجابة المريضة حيال الظواهر فالأولى فيما يتعلّق بأفراد داعش، تتّصل بإضطرابات التفكير مثل العمى والشك والغفلة والشبهة والإلتباس والذي يقابلها الإستجابة المتّصلة بإضطرابات الأعماق لدى الحكام العرب وعامة سياسييهم وهي الإستجابة التي تتعامل مع الظواهر بمقدار ما تحقِّقه من إشباعٍ مريضٍ لحاجات الذات مثل اللهو واللَّعِب والأمل والإغترار والتكَّبُر والفخر .  
إننا نجد أن الأعمى لا يبصر حقائق الحياة والغافل تحتجزه غفلته من الاستبصار والمُشَّكِك يمنعه الشك من اليقين بالحقائق والمُشتِبِه يزرع الضباب حولها ليصل مع اضطرابات تفكيره الى تكفير كل من حوله .
أما في نمط التعامل النفعي مع حقائق الأوضاع في عالمنا العربي فنجد الحُكام والسياسيين لدينا وحفاظاً على مكتسباتهم الاقتصادية والاجتماعية يضعون المبادئ خلف ظهورهم ويلحقون بمن عمِيت بصيرتهم عن الحق وللأسف تحت ما أسموه  بالإجماع العربي نسوا قضيتهم الأم وهي فلسطين .

في الختام هذا من ذاك و داعش موجودة في عمق كل حاكم عربي شرّع للفساد  و سمح بالظّلم و الّتعدي على الذوات البشرية حتى اصبح الانتقام ثقافة و والوصول للهدف السياسي يمر وجوبا بمزاد تباع فيه الاخلاق و الذمم بٲبخس الٲثمان.

 

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. السلام عليكم و رحمة الله و بركاته : مقال جيّد و لكن يحتاج الى تفصيل حيث أتى على ذكر التنظيم الارهابي المعروف باسم “” داعش “” مختصر لتنظيم الدولة الاسلاميّة بالعراق و الشام . اختلفت التسميّة في الحقيقة باللغة اللاتينيّة حيث يطلق عليها بالمختصر “” ISIS “” في حين كان حريا بهم لفظها بالطريقة الصحيحة وهي “”ISIL “” قيل أن المختصر الأول و الخاطئ له علاقة بالاله ايزيس اب “” حورس “” و للأمر خفايا و أبعاد يطول شرحها . على العموم . في تقديري أن هذا التنظيم هو قطعا صنيعة استخبارات من خلال خلق الظروف و تهيئة الأجواء حتى يظهر علينا تنظيم اجرامي بل ارهابي يلهي الأمة بأسرها عن المسار الصحيح . أختم أختي الكريمة سندس الفقير . ما لاحظته أنّ أغلبنا يتحدّث وفق أهوائه يستخدم الدين و يستعين ببعض الآيات لاثبات صحة موقفه او قناعته و يتجاهل بعض الآيات التي لا تخدم مصالحه و هؤلاء ذكرهم الله في قوله تعالى “” …أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85)”” صدق الله العظيم . سلام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى