من المنتظر أن تشهد أسعار المحروقات في تونس زيادة جديدة، وقد لمّحت وزيرة الصناعة والمناجم والطاقة نائلة نويرة القنجي لذلك في تصريحات إعلامية مؤخرا، من خلال الإشارة إلى ضرورة مواصلة برنامج تعديل أسعار الطاقة في ظلّ تضاعف حاجيات الدعم.
ورغم تواصل ارتفاع أسعار النفط على امتداد الأشهر الأخيرة والضغط المتواصل على الميزانية، لم تلجأ الحكومة منذ أفريل الماضي إلى أيّ تعديل في الأسعار وقد يكون ذلك مرتبطا بالظرف السياسي ولاحتواء أيّ احتقان اجتماعي محتمل.
ويعود آخر ترفيع للأسعار إلى شهر أفريل الماضي حيث عرف سعر البنزين الخالي من الرصاص زيادة بـ 110 مليمات ليصل إلى 2330 مليم اللتر و2010 مليمات للغزوال الخالي من الكبريت للترأي بزيادة 95 مليما.
وتفسّر الحكومة الزيادات المتكرّرة للأسعار بالضغط الكبير المسلّط على ميزانية الدولة ونفقات الدعم جراء ارتفاع أسعار البترول في الأسواق العالمية وبسبب تبعات الحرب الروسية الأوكرانية.
ويقول المسؤولون إنّ الزيادة بدولار واحد في أسعار النفط تساوي 137 مليون دينار في نفقات الدعم سنويا. كما تؤدي الزيادة بـ 10 بالمائة في سعر صرف الدولار إلى زيادة بـ 40 مليون دينار في نفقات الدعم سنويا.
ورغم تراجع أسعار النفط مؤخّرا إلى أدنى مستوياتها في الأسواق العالمية مقارنة بالأشهر الأخيرة حيث بلغ خام برنت الخميس 4 أوت 96 دولارا، إلاّ أنّها تعتبر مرتفعة مقارنة بفرضية 75 دولارا للبرميل التي بنيت عليها ميزانية الدولة لسنة 2022، فضلا عن تواصل تراجع سعر صرف الدينار مقابل الدولار.
آلية للتعديل الأوتوماتيكي للأسعار
وأقرّت تونس منذ 2016 آلية للتعديل الأوتوماتيكي للأسعار التي يتمّ ضبطها من طرف اللجنة المكلفة بضبط ومتابعة أسعار بيع منتوجات النفط الجاهزة الموردة والمكررة محليا المنصوص عليها بالفصل 17 من القانون عدد 45 لسنة 1991 المتعلق بمنتوجات النفط والتي تم تحيين تركيبتها وسير اعمالها بمقتضى القرار المؤرخ في 15 جويلية 2016.
وتهدف آلية التعديل الأوتوماتيكي إلى إضفاء مزيد النجاعة على عمل اللجنة والاقتراب من حقيقة الاسعار للمواد المعنية بآلية التعديل.
و تم إقرار إجراء تعديلات على آلية 2016 وذلك باعتماد التعديل في الأسعار بسقف أقصاه 3 % ابتداء من سنة 2022.
لكن هل يحتمل جيب المواطن الزيادة المرتقبة خاصة أنّها ستؤثر على كامل حلقات الانتاج والتوزيع وستمتد تبعاتها إلى مختلف القطاعات، وفي ظلّ مواصلة التضخّم منحاه التصاعدي ليبلغ في جوان 8.1 بالمائة مقارنة بـ 7.5 في شهر ماي والذي تسبّب في تدهور مستمر لمقدرته الشرائية.
ارتفاع أسعار النفط في أغلب دول العالم يثير غضب السكان
وتعرف أسعار المحروقات في أغلب دول العالم ارتفاعا مطّردا، مما يثير غضب السكان وقلقهم بسبب عجزهم عن مجاراة نسق الارتفاع الجنوني لأسعارها وما يصاحبه من ارتفاع أسعار باقي المواد.
وليست الدول العربية في منأى عن هذا الارتفاع خاصة الدول غير المنتجة للنفط حيث يشعر المواطنون بوطأة الارتفاع الجنوني للأسعار على ميزانياتهم وباتت مواجهة المصاريف اليومية من الاحتياجات الأساسية تمثّل كابوسا مزعجا لشرائح واسعة من السكان.
وفي ما يلي أسعار بيع المحروقات بالدولار في بعض دول شمال افريقيا والشرق الأوسط وفقا لموقع ”غلوبال بيترولبرايسز” globalpetrolprices.
الأردن: 1.834 دولار
المغرب: 1.66 دولار
لبنان: 1.210 دولار
سوريا: 1.040 دولار
تونس: 0.746 دولار
مصر: 0.567 دولار
* دولار= حوالي 3.15 دينار