تقدر قيمة الأغذية المهدورة من قبل الأسر التونسية سنويا بنحو 576 مليون دينار. ويتصدر الخبز قائمة هذه الأغذية بمعدل 7ر15 بالمائة وفق المعهد الوطني للاستهلاك. وتحتل المعجنات المرتبة الثانية ضمن القائمة ذاتها بنسبة 10 بالمائة فالخضر والغلال بنسبة 6 بالمائة.
وأفاد المدير العام للمعهد الوطني للاستهلاك، طارق بن جازية، الخميس، خلال ورشة تكوينية استقبلت 60 ربة أسرة من تونس الكبرى خصصت لتقديم الطرق الكفيلة بالحد من إهدار الغذاء، أنه يتم يوميا إلقاء حوالي 300 الف خبزة في تونس. وتقر 72 بالمائة من الاسر التونسية، وفق دراسة أعدها معهد الاستهلاك في 2018، باهمية ظاهرة اهدار الغذاء.
وأكد بن جازية على أهمية تنظيم سلسلة من الدورات التكوينية للتحسيس بضرورة الحد من إهدار الغذاء في إطار برنامج تم إعداده مع منظمة التغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو).
وأكد الدور المحوري لربة الاسرة في التقليص بقدر كبير من الأغذية المهدورة، سيما، وان دراسات معهد الاستهلاك تظهر انه غالبا ما تكون الزوجة المشرفة على الحاجيات الغذائية بالمنزل بنسبة 80 بالمائة.
وتحدث بن جازية عن مسؤولية المتكونات في نقل النصائح، التي تلقينها خلال الورشة التكوينية للحد من تبذير الأغذية، داخل محيطها الاسري الضيق والموسع لاجل نشر ثقافة ترشيد الاستهلاك من جهة والتعود على حوكمة المصاريف اليومية من جهة ثانية.
سيتم تدريب المكونات على استعمال دليل بيداغوجي لربات الاسر للحد من التبذير الغذائي.
وتم خلال الورشة التكوينية تقديم نصائح عملية لفائدة المتكونات في طرق اقتناء المواد الغذائية بشراء المواد الضرورية وطرق حفظ المأكولات والمحافظة على جودتها.
ومن جانبه أوضح المسؤول الإعلامي بمكتب منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة مكتب تونس، عصام عازوري، أن الورشة تعد استكمالا لجهود المنظمة في منطقة الشرق الأدنى وشمال افريقيا ضمن مشروع الحد من الضياع وتبذير الغذاء وتطوير سلاسل القيمة لضمان الأمن الغذائي في كل من تونس ومصر.
وتهدف الدورة التدريبية، بحسب عازوري، إلى تزويد النساء التونسيات بالأدوات الضرورية لتقليص التبذير الغذائي على المستوى المنزلي مؤكدا الدور الرئيسي للمرأة في تثقيف أفراد عائلتها في هذا المجال.
وتأتي الدورة التدريبية، وفق عازوري، في سياق تنفيذ الأنشطة المتعلقة بمشروع الحد من الفاقد وهدر الغذاء في كل من تونس ومصر، والذي بدأته منظمة الفاو في عام 2016، بعد دراسة أسباب الهدر والتبذير الغذائي في مجالي الحليب والحبوب في تونس. وتهدف الدراسة إلى تحليل أسباب الهدر وتحديد الأنشطة ذات الأولوية للحد منه.
وقد انطلق المشروع لمواجهة الأرقام المخيفة حول نسبة الهدر الغذائي والتبذير في منطقة الشرق الأدنى وشمال افريقيا، والتي تصل إلى حوالي 200 كيلوغرام للشخص الواحد في السنة.
يشار الى ان الخبير التونسي في فنون الطبخ ورئيس جمعية “20 مليون مستهلك”، زهير بن جماعة، قام بتقديم العديد من الأفكار المبتكرة لاستخدامها في المطبخ، بالإضافة الى صنع أطباق سهلة من دون تبذير، وإعادة طبخ بقايا الطعام.