شارك رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي يوم الأحد 10 فيفري في افتتاح أشغال الدورة العادية 32 لمؤتمر رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي بأديس أبابا.
وعبّر رئيس الجمهورية في كلمة ألقاها بالمناسبة حول مجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي، عن تقديره للدور الهام الذي يقوم به المجلس في دعم استقرار القارة والوقاية من النزاعات وتنسيق الجهود للتصدي للمخاطر التي تحدق بالمنطقة كالإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للقارات.
ونوّه بالجهود المبذولة لإصلاح المجلس، مؤكّدا على أهمية أن يكون مسار الإصلاح تشاركيا تساهم فيه كلّ دول القارة.
وشدّد على ضرورة أن يأخذ هذا المسار بعين الاعتبار قدرات الدول فيما يتعلق بالتمويل والتمثيلية العادلة لكل المناطق صُلب المجلس.
ودعا رئيس الدولة، في هذا الإطار، إلى إسناد منطقة شمال إفريقيا المقعد الثالث الذي هو من نصيبها طبقا للتوزيع الجغرافي المعمول به صلب الاتحاد الإفريقي وبما يُمكّن المجلس من أن يكون حقّا هيكلا يعكس مواقف كل المناطق على حدّ السواء.
وذكّر رئيس الجمهورية بمساهمات تونس منذ الاستقلال في عمليات حفظ السلم والأمن الأممية خاصة في القارة الإفريقية ، وأعرب عن أمله في أن يتمكن مجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي من الاضطلاع بدوره في حفظ القارة من النزاعات ودعم الاستقرار فيها.
وكان لرئيس الدولة سلسلة من اللقاءات والمقابلات مع عدد من رؤساء الدول وكبار المسؤولين المشاركين في أعمال هذه الدورة.
حيث التقى مع الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة أنطونيو غوتيراس بحضور المبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا غسان سلامة.
وأكد رئيس الجمهورية دعم تونس الكامل ومساندتها للجهود التي يبذلها الأمين العام في مجال إدارة الأزمات في مختلف أنحاء العالم وعملية إصلاح منظمة الأمم المتحدة، وجدّد شكر تونس وتقديرها للدعم المتواصل للمنظمة الأممية لإنجاح مسارها الديمقراطي، معربا عن تطلع بلادنا إلى مزيد تعزيز هذا الدعم خاصة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية لتتمكن من مجابهة التحديات الماثلة أمامها ولا سيما منها تلك المتعلقة بتقليص الفقر والبطالة والتفاوت التنموي بين الجهات.
كما جدّد رئيس الدولة دعم تونس لجهود المبعوث الأممي إلى ليبيا والخطة الأممية لإيجاد تسوية سياسية شاملة في ليبيا تتوافق عليها الأطراف الليبية.
من جانبه، عبّر الأمين العام للأمم المتحدة عن تقديره الكبير لتونس ولتجربتها الديمقراطية الفريدة من نوعها في المنطقة، مؤكّدا حرصه الشخصي على مزيد حشد الدعم الاقتصادي لبلادنا.
وأثنى أنطونيو غوتيراس على مساندة تونس المتواصلة للبعثة الأممية للدعم في ليبيا ودفاعها المتواصل على أهداف ومبادئ منظمة الأمم المتحدة، وثمّن في هذا السياق مساهمة تونس بوحدة عسكرية للنقل الجوي في عملية حفظ السّلام بمالي.
كما التقى رئيس الدولة بالرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يشارك كضيف شرف في هذه القمة.
وأكّد رئيس الجمهورية وقوف تونس الثابت والدائم إلى جانب الشعب الفلسطيني ودفاعها عن قضيته العادلة والتزامها بنصرتها والدفاع عنها في كافة المحافل الإقليمية والدولية، وجدّد استعداد بلادنا للتعاون مع الأشقاء الفلسطينيين ودعم مطالبهم المشروعة لبناء دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، معربا عن ثقته التامة في قدرة الشعب الفلسطيني على مواصلة الصمود والثبات وتعزيز وحدته الوطنية لمجابهة كل التحديات وتجاوز كل الصعوبات.
وأعرب رئيس الدولة عن تطلعه لاستقبال الرئيس محمود عباس ضيفا مبجلا في تونس للمشاركة في القمة العربية القادمة التي تحتضنها بلادنا أواخر شهر مارس القادم وأوضح أنّ القضية الفلسطينية ستكون في صدارة اهتمام هذه القمة وفي أعلى سلّم أولويات العمل العربي المشترك وأنّ بلادنا لن تدّخر أيّ جهد من أجل دعم كل مسعى إقليمي أو دولي يهدف إلى كسر الجمود الذي تشهده القضية الفلسطينية وإعادتها إلى صدارة اهتمام الرأي العام الدولي وتوسيع الاعتراف بدولة فلسطين.
من جانبه، أعرب الرئيس محمود عباس عن تقديره الكبير لمواقف تونس المشرفة والصادقة إزاء القضية الفلسطينية وأكد أن الشعب الفلسطينى سيحفظ لتونس مواقفها الداعمة والثابتة للدفاع عن حقوقه ومطالبه المشروعة لنيل حريته واستقلاله وعبّر عن ثقته في نجاح القمة العربية في تونس في حشد الدعم اللازم والمساندة المطلوبة للحقوق الفلسطينية.
وأطلع الرئيس الفلسطيني رئيس الدولة على آخر مستجدات القضية الفلسطينية والمساعي المبذولة لتحقيق الوحدة الوطنية وعبّر عن قلقه من غياب أفق واضح لإيجاد تسوية عادلة ومنصفة وتعدد المساعي والمحاولات لإضعاف الاهتمام الدولي بها، مؤكدا استمرار نضال الشعب الفلسطيني إلى حين الحصول على حقوقه المشروعة وتحقيق السلام العادل والشامل.
كما عقد رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي جلسة عمل مع رئيسة جمهورية إستونيا كيرستي كاليولتيد التي تمت دعوتها كضيفة شرف في هذه القمة.
وتناول اللقاء علاقات التعاون بين البلدين وسبل مزيد دعمها وتطويرها في كافة المجالات على المستوى الثنائي ومتعدد الأطراف لا سيما في أفق ترشح البلدين لنيل مقعد غير دائم بمجلس الأمن الدولي.
كما تبادل الجانبان وجهات النظر حول عدد من القضايا الهامة من بينها النهوض بأوضاع المرأة ودعم مكانتها وتعزيز دورها في المجتمع والتعاون الأوروبي الإفريقي والهجرة غير الشرعية والتعاون في المجالات الرقمية وتكنولوجيات الاتصال الحديثة، إضافة إلى عدد من المسائل المتعلقة بإصلاح مجلس الأمن الدولي ومؤسسات الاتحاد الإفريقي وحل النزاعات في القارة.