تمكن أعوان الفرقة الأولى لمكافحة الإجرام للحرس الوطني ببنعروس من تفكيك شبكة إجرامية مورطة في الإعتداء على الأملاك والسرقة بإستعمال الخلع لمغازة كائنة بالمنطقة الصناعية برادس يوم 9 جانفي الماضي تزامناً مع الإحتجاجات الأخيرة التي شهدتها البلاد، حيث إستغلت المجموعات الإجرامية تشتت المجهود الأمني ونفذت سلسلة من السرقات طالت الأملاك العامة والخاصة.
وقد تمكن أعوان الحرس الوطني من كشف شبكة متكونة من حوالي 30 نفراً منهم من قام بالهجرة السرية نحو إيطاليا يوم 14 جانفي الماضي ومنهم من هو في حالة فرار، فيما تم إيقاف 4 أنفار من بينهم فتاة.
وحسب المعطيات المتوفرة لدينا فقد نفذت مجموعة إجرامية عملية سطو مسلح على مغازة تحت الرقابة الديوانية كائنة بالمنطقة الصناعية برادس وقامت بسرقة شاحنة من نوع “دي ماكس” وبضائع باهضة الثمن.
وحسب مراقبين فإنها ليس الحادثة الأولى التي تشهدها المنطقة الصناعية برادس في ظل أستفحال عمليات السطو والسرقة، في غياب تام لأجهزة الرقابة. وقد طالب مراقبون بضرورة وضع إستراتيجية أمنية في كامل الميناء والذي يعد أحد أكبر الموانئ التونسية ومركزاً إقتصادياً هاماً.
وكما أن هذه العمليات التي تنفذها أيادي مرتعشة تربك النمو الإقتصادي وتضرب الإستقرار والإستثمار وتبث الرعب في قلوب رجال الأعمال التونسيين والأجانب، تؤدي مباشرةً لضرب الإقتصاد الوطني للبلاد التونسية، فمتي ستتحرك السلطات من أجل وضع خطة محكمة لأمن ميناء رادس، وتنطلق في تركيز أجهزة رقابة بالكاميرا وتضع أنظمة رقابة متطورة للحد من السرقات في الأماكن التجارية والمناطق الصناعية.
وفي سياق متصل، أثنى مراقبون على المجهودات الجبارة التي نفذتها وحدات الحرس الوطني في كامل تراب الجمهورية خلال الإحتجاجات وعمليات التخريب التي شهدت البلاد في جانفي مؤخراً، بالرغم من إرتفاع نسبة الإحتجاجات وتزمنها مع بعضها البعض وطابعها الإجرامي والمتصاعد والمتفرق في الآن ذاته.
وبالرغم من كل ذلك تمكن أعوان الحرس الوطني من الضرب بيد من حديد على أيادي المخربين والعصابات الإجرامية وتمت حماية عديد المؤسسات الحساسة ومنع المخربين من الإعتداء على الأملاك العامة والخاصة بفضل كفاءة وحنكة أعوان الحرس الوطني وبفضل تطور العمل الأمني ونجاعته في التصدي للمجموعات التخريبية المتفرقة.
كما لعبت الإدارة الفرعية للقضايا الإجرامية ببنعروس دوراً بارزاً من خلال العمليات النوعية ومن خلال تفكيك الشبكات الإجرامية على غرار هذه العملية الناجحة والتي أعادت الراحة والطمأنينة في صفوف رجال الأعمال وأصحاب المغازات بميناء رادس الدولي، وتم إسترجاع هيبة ميناء رادس، كما أن المطلوب اليوم هو مواصلة تفكيك كامل الشبكة الإجرامية والتي من المرجح أن بعضها مازال هارباً أو متخفياً خوفاً من إنكشفه للرأي العام.