أكد نائب المجلس الوطني التأسيسي، عبد المنعم كرير، في تصريح لـ”نيوز بلوس”، أنّ بيان حركة نداء تونس الأخير، الذي أعلنته إطارات الحزب، السبت 6 جانفي 2018، في الندوة الوطنية حول الانتخابات البلدية، والمتعلّق بمراجعة الشراكة والعلاقة مع حركة النهضة، والانتقال بها من مرحلة التوافق إلى مرحلة التنافس، هو قرار جدّ متأخر.
وأوضح عبد المنعم كرير أنّه كان من أشدّ المعارضين، ضمن نواب نداء تونس المؤسّسين، لقرار تشريك حركة النهضة في الحكم، عقب الانتخابات التشريعية 2014، مشدّدا بالقول على أنّ الموقع السياسي لحركة النهضة كان يجب أن يحدّد، منذ البدء، ضمن المعارضة، وليس كشريك في الحكم، وأنّه بات من الوجوب في ظلّ التطورات الآنية معرفة كواليس الانتخابات البلدية وما إذا كان هناك اتفاقات تحت الطاولة بين النهضة والنداء.
واعتبر عبد المنعم كرير أنّ التغيرات التي حصلت في حزب نداء تونس، تطرح عديد التساؤلات، خصوصا بعد انضمام وجوه وشخصيات جديدة لم تكن في الحزب ولا تعرف الحزب، لتصبح اليوم قيادات تتحدّث باسم الحزب كحال القيادي السابق في الوطني الحرّ محسن حسن، والذي لا يعرف شيء عن دوره سواء بالأمس أو اليوم، وفق تعبيره.
وفيما يتعلّق بالشأن العام، وصف عبد المنعم كرير الوضع الاقتصادي والاجتماعي الذي تعيشه تونس اليوم، بعد مضي أكثر من 3 سنوات من إقرار سياسة التوافق مع حركة النهضة، بالصعب، ومن شأن استمراره أن يجرّ الدولة إلى حافة الإفلاس، معتبرا في ذات الشأن أنّ الحلّ العاجل والأهم لتجاوز هذه الأزمة هو القضاء على الاقتصاد الموازي، وجعل اللجنة البرلمانية الخاصة بالإصلاح الإداري والحوكمة الرشيدة ومكافحة الفساد ومراقبة التصرف في المال العام تحت تصرّف رئيس الحكومة.
وعن تقييمه لأداء حكومة يوسف الشاهد، وأداء السياسة الخارجية في في ظلّ الأزمة الدبلوماسية التي حدثت مؤخرا مع الإمارات جرّاء قرار الأخيرة منع عامة التونسيات من دخول الأراضي الإماراتية أو المرور منها، لفت عبد المنعم كرير إلى أنّ حكومة الشاهد خيبت أمال التونسيين، مشيرا إلى أنّ بعض الوزراء ليسوا قادرين على إدارة شؤون الوزارة أو الدولة وورائهم شبهة فساد و يحبون المال أكثر من الوطن، على حدّ تعبيره.
أمّا فيما يتعلّق بالعلاقة مع الإمارات، فقد أفاد محدّثنا أنّه كان قد دعا، فور ظهور شرارة الأزمة الدبلوماسية مع أبوظبي، إلى ضرورة طرد السفير الإماراتي، مشيرا إلى أنّ تونس تضرّرت كثيرا من دول الخليج، التي ساهمت في تشويه بلادنا، انطلاقا من دعم وتمويل الجمعيات “المشبوهة”، وجعلها دولة مصدّرة للإرهاب، مؤكدا بالقول أنّ هذه الجمعيات الناشطة في تونس إلى اليوم هي “سوسة البلاء” على حدّ قوله.
وفي ختام تصريحه، وباستفساره عن مستقبله السياسي، أكد عبد المنعم كرير أنّه سيعود إلى تونس لخدمة الوطن، دون ذكر التفاصيل وموعد العودة، كما كشف في شأن آخر متعلّق بالفترة التأسيسية، أنّ العديد من النواب الذين غادروا المجلس التأسيسي يعيشون في حالة مزرية، كإبراهيم القصاص وسعد بوعيش، قائلا عنهم أنّهم أعطوا من وقتهم الكثير وجنوا القليل حيث يشتغلون اليوم “بالمرمّة ” كما لم تمنح لهم منحة السكن بالرغم من وجودها في ميزانية المجلس (سرقت منهم)، مستطردا بالقول أنّ الوقت ليس مناسب لهذا لكن “حالتهم تاعبة”، وفق تعبيره.
تجدر الإشارة إلى أنّ عبد المنعم كرير هو طبيب مقيم في بريطانيا، وكان من أولى السياسيين الذين جعلوا من حزب نداء تونس ممثلا بنواب في المجلس الوطني التأسيسي، وذلك بعد أن التحق هو و بعض النواب المؤسسين لدستور الجمهورية الثانية، مثل خميس قسيلة وعبد العزيز القطّي بالمشروع السياسي الذي أعلن عن تأسيسه الباجي قائد السبسي سنة 2012.