قراءة تحليلية لخطاب الرئيس التونسي المنتخب قيس سعيد
بقلم: محمد الحسيني (كاتب ومحلل سياسي لبناني)-
كل الخلافات الإيديولوجية وحسابات الإصطفاف العربية لم تحل دون توحُّد الشعب التونسي في تحديد عدوّ الاُّمة والإنسانية الغاصب لفلسطين .
إن محاربة التطبيع مع الصهاينة واجب قومي وديني لا يفوقه واجب آخر . لقد تجلّى ذلك في خيار الشعب التونسي الحر أثناء الإنتخابات الرئاسية وبعد الفوز الكاسح للرئيس قيس سعيد الذي أطلق مشروع الحرية برفض الوصاية على تونس لأيٍ كان.
من أجل الوطن والقضايا العادلة وبالإعتماد على الله والشعب والتاريخ ،تحوّل التونسيون لمصدر إلهامٍ لكافة الشعوب المقهورة واليائسة بإنتصارهم من خارج الأُطر التنظيمية وفي إطار الدستور في سابقةٍ لم يشهدها المحلِّلون والمنظِّرون في العالم .
كانت ثورة بإرادة الشعب ، بثقة ومسؤولية وذات بعدٍ إنساني .
إنها فعل تضامني دفاعي في لحظات الخطر على الوجود ، له جذوره المتوارثة في التاريخ بعد استنفاذ وفشل كل التجارب السياسية الحزبية السابقة في تونس .
لقد بَلْوَر خطاب الرئيس التونسي قيس سعيد وجه تونس الجديدة لتكون الثقة والمسؤولية ركيزة البلاد والقضية الفلسطينية عدالتها المنشودة .
هذا هو تاريخ تونس التي احتضنت منظمة التحرير الفلسطينية منذ التأسيس ، ولها بطولات متكررة فيها منذ حرب 1948 .
الشعب التونسي مُشبع بحب القدس وفلسطين . لقد خَبِر فظائع الإحتلال الفرنسي وبطشه من آبائه وأجداده وأيقن أن الإنتصار لا يتحقق إلا بلغة النضال والكفاح المُسَلّح .
هذا الحس الوطني نحو فلسطين تضاعف بعد خذلان الحكومات العربية وتآمرها على قضيتهم العادلة . لقد فشلت صفقة القرن وهُزم المشروع الأميركي في ضربهم لليمن ولسوريا والعراق . احسن الشعب التونسي الخيار فاستجاب له القدر . عسى ان تأخذ الشعوب العربية العِبرة منكم يا شعب تونس الخضراء .