أخبارتقاريرخاصدولي

بنغازي تحتضن المؤتمر العشرين للجنة الأمن والمخابرات الإفريقية “السيسا” وسط حضور رفيع

انطلقت صباح الاثنين، 25 أوت 2025، بمدينة بنغازي الليبية أعمال المؤتمر العشرين للجنة الأمن والمخابرات الإفريقية (السيسا)، تحت شعار “منع الصراعات والحروب العنيفة في إفريقيا”، في لحظة تعكس حجم التحديات الأمنية التي تواجه القارة السمراء وتعقيداتها المتزايدة.

  • ليبيا تتسلم الرئاسة الدورية

شهد حفل الافتتاح الرسمي تسلّم ليبيا للرئاسة الدورية للجنة، حيث تولى المضيف/رئيس السيسا القادم ورئيس جهاز المخابرات الليبية، الفريق أول، حسين محمد خليفة العايب، رئاسة الدورة الحالية بعد أن ترأس الجلسة الافتتاحية بصفته رئيس “السيسا” القادم.

وفي كلمته الترحيبية، أكد العايب أنّ انعقاد المؤتمر في مدينة بنغازي يحمل دلالات رمزية وعملية في آن واحد، مؤكدا ان استضافة ليبيا لهذا الحدث في هذا التوقيت تعكس التزامنا بدعم الجهود القارية المشتركة في مواجهة التهديدات، وبناء آليات قادرة على منع اندلاع النزاعات قبل استفحالها.

  • مشاركة إفريقية ودولية واسعة

حضر المؤتمر ممثلون عن 53 دولة إفريقية، إلى جانب شركاء دوليين، ومديرين عامين ورؤساء أجهزة استخبارات، وممثليهم، وسط تغطية إعلامية عربية وأجنبية مكثفة، وبحضور ضيوف رفيعي المستوى من مختلف المؤسسات المعنية بالأمن والسلم الدوليين.

هذا الزخم يؤكد أهمية “السيسا” كمنصة استراتيجية لتبادل المعلومات والخبرات وتنسيق الجهود الأمنية بين الدول الأعضاء.

 

  • كلمات الافتتاح ورسائل الطمأنة بعد عزف النشيد الوطني الليبي ونشيد الاتحاد الإفريقي

ألقى رئيس المجلس الوطني للأمن في جمهورية الغابون، جيرارد أوندجامبي أونغويا، الكلمة الافتتاحية، مبرزاً الدور المحوري للجنة في صياغة رؤية جماعية للأمن الإفريقي، ومشدداً على ضرورة تعزيز الثقة بين الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الإفريقية كشرط أساسي لتحقيق الاستقرار.

  • أجندة المؤتمر: قضايا ساخنة وتحديات معقدة

تتناول جلسات المؤتمر مجموعة من القضايا الملحّة التي تمس مستقبل القارة، أبرزها: الأمن القومي الإفريقي في ظل تصاعد النزاعات الإقليمية، مكافحة الإرهاب الذي تمدد في مناطق الساحل والقرن الإفريقي، الهجرة غير النظامية باعتبارها نتاجاً للأزمات الأمنية والاقتصادية، الجريمة المنظمة والتهريب العابر للحدود وتأثيرها على استقرار الدول، تعزيز التعاون الاستخباراتي وتكثيف تبادل المعلومات والخبرات.

ويُنتظر أن يصدر عن المؤتمر توصيات عملية تهدف إلى تطوير آليات مشتركة للإنذار المبكر، ومبادرات لتعزيز الأمن الجماعي في القارة، بما يحد من التدخلات الخارجية ويعزز الاعتماد على الحلول الإفريقية للأزمات الإفريقية.

 

  • بين التحديات والآمال

انعقاد المؤتمر في بنغازي، المدينة التي عرفت سنوات من الاضطرابات، يمثل رسالة أمل بأن ليبيا تسعى لاستعادة مكانتها كفاعل رئيسي في القارة الإفريقية، كما يعكس تلاقي الإرادات الإفريقية نحو بلورة مقاربة أمنية جماعية لمواجهة التحديات العابرة للحدود.

في المحصلة، يظهر أن “السيسا” في دورتها العشرين لا تقف عند حدود التشخيص والتوصيات، بل تحمل طموحاً لتأسيس مرحلة جديدة من التعاون الاستخباراتي الإفريقي القائم على الثقة، التوازن، والقدرة على الاستباق، في مواجهة واقع إفريقي معقد ومفتوح على احتمالات متناقضة بين الاستقرار والانفجار.

 

ملاك الشوشي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى