أخبارثقافة

لطيفة تُطرب جمهور قرطاج في عيد الجمهورية: ليلة تونسية احتفالية على ركح التاريخ

في واحدة من أجمل سهرات الدورة 59 لمهرجان قرطاج الدولي، أحيت الفنانة التونسية لطيفة عرضًا فنّيًا ضخمًا مساء 25 جويلية 2025، تزامنًا مع احتفال التونسيين بعيد الجمهورية، فكان المسرح الأثري شاهدًا على ليلة عنوانها الفن، والانتماء، والحنين.

وقد اعتلت لطيفة الركح وسط تصفيق حار من جمهور غصّت به المدارج، في مشهد احتفالي امتزجت فيه المشاعر الوطنية بروعة الأداء الفني. وجاءت هذه السهرة لتؤكد أن قرطاج لا تحتفي فقط بالموسيقى، بل تستحضر أيضًا رمزية المناسبات الوطنية، فكان العرض هديّة فنية لتونس في عيد جمهوريتها الـ68.

افتتحت لطيفة عرضها بكلمات مؤثرة عبّرت فيها عن فخرها بالانتماء إلى تونس، قائلة: “قرطاج عشقي الأبدي، واليوم فرحتي مضاعفة لأننا نحتفل بالجمهورية وبالفن الذي يوحّدنا”. وتنوّع البرنامج الغنائي بين أغانيها الخالدة مثل “ما عاد ينفع” و”إن شاء الله”، إضافة إلى وصلات طربية أظهرت مدى تمكّنها من المسرح والصوت والأداء.

العرض لم يقتصر على الصوت والموسيقى فقط، بل كان مدعومًا بإخراج بصري مدهش، حيث تزين الركح بإضاءة تحاكي جمالية الفضاء الأثري، إلى جانب خلفية ضخمة ظهرت عليها عبارة “وحدك”، التي قرأها كثيرون كرسالة رمزية حول التفرّد، والهوية، وربما الوطن أيضًا.

اختيار موعد الحفل تزامنًا مع عيد الجمهورية لم يكن عبثيًا، بل شكّل مناسبة للاحتفاء بتونس الدولة، والفن كأحد تجليات السيادة الثقافية. فقد جسّد العرض المفهوم الحقيقي للفن الذي يتقاطع مع الذاكرة الوطنية، ويعزّز الانتماء في زمن التحديات.

تفاعل الجمهور كان لافتًا، سواء في المسرح أو على المنصات الاجتماعية، حيث نشرت الصفحة الرسمية للمهرجان صورًا من العرض لاقت انتشارًا واسعًا وتفاعلات إيجابية، عبّرت عن إعجاب التونسيين بفنانتهم وابنتهم لطيفة، التي ما تزال تمثل صوتًا تونسيًا أصيلاً في سماء الأغنية العربية.

تحت شعار “تاريخ يتحكّى، فنّ يتعاش”،تتواصل فعاليات مهرجان قرطاج الدولي، مؤكدة أن الفن في تونس ليس فقط متعة، بل أيضًا رسالة وهوية. ومع كل ليلة، يُعيد المهرجان كتابة فصل جديد من حكاية شعب لا ينفصل فيه الفن عن الوطن.

ذكرى بونقيشة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى