أخبار السفارات

تركيا تسجّل حضورًا بارزًا في صالون “وجهني” بتونس: التعليم التركي يفتح آفاقًا جديدة للشباب التونسي

في مشهد يعكس تنامي العلاقات الأكاديمية والثقافية بين تونس وتركيا، سجّلت تركيا حضورًا لافتًا في صالون “وجهني” للتوجيه الأكاديمي والمهني، الذي احتضنه قصر المؤتمرات بالعاصمة يومي 5 و6 جويلية 2025.

فقد شكّلت المشاركة التركية محطة اهتمام كبيرة، جمعت بين الطموح الشبابي والفرص التعليمية التي تتيحها الجامعات التركية. الركن التركي، الذي جاء بتنظيم مشترك بين سفارة الجمهورية التركية في تونس، ومعهد “يونس إمرة”، ومدارس “معارف”، لم يكن مجرد جناح عرض بل مساحة حوار حيّ بين ممثلي مؤسسات التعليم العالي التركية والطلبة التونسيين الباحثين عن آفاق أكاديمية دولية.

وقد مثّلت الجامعات المشاركة – مثل بهتشه شهير، صبانجي، أوزييغين، الخليج، كِنت، أطلس، نيشانتاشي، فنربهتشه وبيروني – عيّنة من تنوّع العرض الأكاديمي في تركيا، من حيث الاختصاصات، اللغات المعتمدة في التدريس، وجودة البنية التحتية، مما أتاح للشباب التونسي الاطلاع عن كثب على الخيارات الدراسية المتوفرة في بلد يجمع بين الحداثة والتقاليد الثقافية العريقة.

وفي كلمته خلال افتتاح الصالون، شدّد السفير التركي بتونس، السيد أحمد مصباح دميرجان، على الأهمية الاستراتيجية للتعاون التعليمي بين البلدين، مشيرًا إلى أن “الجامعات التركية تحتل مكانة متقدمة عالميًا، وتقدّم للطلبة الأجانب بيئة علمية متعددة الثقافات ومحفّزة على الإبداع”.

وأبرز السفير الدور المحوري الذي تلعبه مؤسسات كمدارس “معارف” ومعهد “يونس إمرة” في تسهيل اندماج الطلبة التونسيين في المنظومة التعليمية التركية، وتوفير الدعم اللغوي والثقافي اللازم لذلك. صالون “واجهني”، الذي شهد حضورًا مكثفًا تجاوز 9000 زائر، تميّز بتنظيم أكثر من 76 جناحًا ومشاركة واسعة من جامعات ومراكز تدريب تونسية ودولية، إلى جانب تنظيم 24 ورشة عمل و40 محاضرة تناولت مواضيع التوجيه، والاختصاصات المستقبلية، وريادة الأعمال، والدراسة بالخارج.

ويأتي هذا الصالون في سياق اهتمام متزايد من قبل الشباب التونسي بالبحث عن فرص تعليمية خارج البلاد، خصوصًا في وجهات تجمع بين جودة التعليم وتكلفة معقولة، وهو ما جعل من تركيا خيارًا واعدًا ومتزايد الجاذبية. وتستمر فعاليات “واجهني” هذا الشهر في مدن أخرى، حيث يُنتظر أن يحطّ الرحال بصفاقس يومي 12 و13 جويلية، ثم بسوسة يومي 19 و20 جويلية، ما يتيح فرصًا إضافية للطلبة من مختلف الجهات للتفاعل مع المؤسسات المشاركة، من ضمنها الوفد التركي.

حضور تركيا في هذا الصالون ليس مجرد مشاركة دبلوماسية أو ترويجية، بل هو تجسيد لرؤية أعمق تقوم على بناء جسور جديدة بين شباب تونس ومؤسسات التعليم العالي العالمية، في أفق من التعاون المتبادل والانفتاح الثقافي.

ملاك الشوشي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى