قضايا وآراء

العدوان الأمريكي.. ايران وخيارات الرد المطروحة !!

بقلم طارق العربي – في ظل نسق الاحداث المتسارع والعدوان الامريكي على المنشآت النووية الايرانية ” فوردو، نطنز، أصفهان”.. والذي يبدو انه لم يكن كافيا حسب التقديرات الاولية للتدمير المشروع النووي الايراني، وسط تقديرات متزايدة ان الاضرار جزئية وانه لا يوجد اضرار لا يمكن اصلاحها هذا من جهة، ومن جهة اخرى التصريح الروسي اليوم الذي اكد ان ايران ستواصل التخصيب..

وهنا نسأل ان كانت المنشآت قد كمرت بالكامل حسب رواية ومزاعم الكاوبويي الامريكي فكيف ستواصل ايران التخصيب؟..

وهنا لا نعتقد ان جواب هذا السؤال لا يتجاوز فرضيتين وهما اما ان شدت تحصين المنشآت جعلت من عملية استهدافها اليوم لا تتجاوز الاضرار الجزئية التي يمكن اعادة ترميمها واستعادة فاعلية المنشآت وهذا وارد جدا.

اما الفرضية الثانية فتقول ان ايران قامت ببناء منشآت احتياطية سرية كاملة التجهيز وعالية التحصين تحسبا لمثل هكذا اوضاع..بالمحصلة الفرضياتان واردتان .

الرد الايراني في تقديرنا وتقدير عديد المحللين سيكون له تأثير شامل على المنطقة وعلى موازين القوى الاقليمية والدولية، فرغم تأكيد الايراني انه قام باخلاء المنشآت النووية من اي معدات تقنية حساسة ومواد مشعة ومخزون اليورانيوم عالي التخصيب، وانها الان في اماكن امنة عالية التحصين والسرية، مشددا ان عملية الاخلاء تمت منذ فترة كإجراء احترازي استباقي، لكن التأكيد الايراني الأشد حدة كان حول اعتزامها الرد على اي عدوان امريكي على اراضيها.

اهم سيناريوهات الرد التي يمكن ان تذهب اليها ايران كخيارات استراتيجية حسب عديد المراقبين يمكن اختصارها في:

1 – رد عسكري مؤكد على المصالح الامريكية في المنطقة وهو موقف رسمي ايراني معلن منذ البداية يستهدف القواعد العسكرية الامريكية في الاقليم والتي يمكن لايران استهدافها وبشدة باعتماد صواريخ متوسطة المدى خاصة ان العالم اصبح اليوم يعرف قوة القدرات الصاروخية لايران من خلال مواجهتها مع اسرائيل، والحاق ضرر مباشر بالقواعد الامريكية في المنطقة شبيه بتلدمار الذي راه العالم في اسرائيل، يعني آليا تقليص الوجود الامريكي في المنطقة وتراجع هيمنته فيها .

2 – اعلان الانسحاب من معاهدة حظر انتشار اسلحة الدمار الشامل وهو كذلك خيار تم التلويح به منذ بداية العدوان الاسرائيلي على ايران في حال قيام الامريكي باي عملية عسكرية داعمة لاسرائيل ضد ايران .

3 – مراجعة العقيدة النووية الايرانية وهذا الخيار يعتبر حاصل تحصيل في حال اعلان ايران انسحابها من معاهدت حظر انتشار اسلحة الدمار الشامل.

4 – اغلاق مضيق هرمز، وهو من الخيارات التي لها تأثير يتجاوز الاقليم ليصل الى كل العالم على اعتبار ان هذا الممر المائي هو بوابة عبور ما يقارب 20% من النفط في العالم و 30% من الغاز في العالم. هذا ما نراه كابرز الخيارات للرد الايراني، ولكن قد يخفي الايراني اوراق لعب اخرى بمفاعيل اخرى…فالايراني بارع منذ القدم في مفاجأة خصومه حين لا يتوقعون هم ذلك وهي ذاتها الدلالة التي عبر عنها بيان الحرس الثوري اثر العدوان الامريكي حيث اكد ان الرد على الامريكي سيكون “من خارج الحسابات”..

وهنا لا يسعنا الا الانتظار حتى ينقشع الغبار للتوضح ملامح المشهد كاملا. والخبر ما ترون لا ما تسمعون..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى