أخبار السفاراتصحة

دعم سعودي مستدام: توقيع عقود لإنشاء مستشفيين في تونس لتعزيز الرعاية الصحية في المناطق الداخلية

في إطار تعزيز التعاون الثنائي بين المملكة العربية السعودية والجمهورية التونسية، تم توقيع عقود لإنجاز أعمال بناء مستشفيين محليين في كل من مدينة سبيبة التابعة لولاية القصرين ومدينة الجم التابعة لولاية المهدية، وذلك في مقر وزارة الصحة التونسية. وقد حضر حفل التوقيع معالي وزير الصحة التونسي الدكتور مصطفى الفرجاني، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى تونس الدكتور عبدالعزيز بن علي الصقر، والمدير العام لعمليات الدول العربية في الصندوق السعودي للتنمية المهندس بندر بن عبدالله العبيد، إلى جانب شخصيات أخرى وعدد من وسائل الإعلام.

دور المملكة في دعم قطاع الصحة في تونس
وفي كلمته التي ألقاها خلال حفل التوقيع، أعرب الفرجاني عن شكره العميق للمملكة العربية السعودية على الدعم المستمر الذي تقدمه لتونس، مشيرًا إلى أن هذا المشروع هو امتداد للمساعدات السخية التي قدمتها المملكة في السنوات السابقة والتي أسهمت بشكل كبير في تطوير النظام الصحي في تونس.
كما أكد إلى أن هذا المشروع يعكس عمق التعاون بين تونس والمملكة العربية السعودية، ويعبر عن التزام المملكة المستمر في دعم مسيرة التنمية في تونس عبر مختلف المجالات.

وأشار الوزير إلى أن إنشاء المستشفيين في سبيبة والجم يأتي في إطار جهود الدولة التونسية لتحسين جودة الرعاية الصحية في المناطق الداخلية، التي تعاني من نقص حاد في الخدمات الصحية. وأضاف أن هذه المشاريع ستسهم في تخفيف العبء على المستشفيات المركزية وتوفير رعاية صحية متكاملة للمواطنين في هذه المناطق النائية، مما يسهم في تعزيز التنمية الاجتماعية والصحية على حد سواء.

الاستراتيجية السعودية لدعم التنمية في تونس
من جانبه، أكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى تونس، أن المملكة العربية السعودية، تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، تلتزم بتسريع تنفيذ المشاريع التنموية في تونس، والتي تمولها مؤسسات سعودية مثل الصندوق السعودي للتنمية. وأضاف السفير الصقر أن هذا التعاون المتواصل يأتي في إطار التزام المملكة الدائم بتعزيز قدرات الشعب التونسي وتطوير بنيته التحتية، بما يعود بالنفع على جميع المواطنين في مختلف أنحاء الجمهورية.

كما أشار إلى أن المملكة ترى في تونس شريكًا استراتيجيًا في التنمية المستدامة، وأن المشاريع التي تمولها المملكة تتوزع على عدة قطاعات حيوية، من بينها الصحة والتعليم والإسكان، بهدف تحسين جودة الحياة في تونس. وأكد أن الصندوق السعودي للتنمية سيواصل دوره الريادي في تنفيذ المشاريع التنموية الحيوية في مختلف مناطق تونس.

مشاريع تنموية ضخمة للمستقبل
ومن الجدير بالذكر أن الصندوق السعودي للتنمية قدّم تمويلات لتنفيذ 32 مشروعًا وبرنامجًا تنمويًا في تونس عبر قروض ميسّرة بلغت قيمتها أكثر من 1.23 مليار دولار. كما تم تقديم منح مالية تجاوزت قيمتها 105 ملايين دولار من خلال الصندوق، لدعم مختلف القطاعات الحيوية في تونس، بما في ذلك الصحة والتعليم والمياه والنقل.

تعتبر هذه المشاريع جزءًا من الاستراتيجية السعودية طويلة الأمد لدعم التنمية في العالم العربي، والتي تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة والرفاهية للشعوب العربية. وفي هذا السياق، تبرز تونس كمثال حي على التعاون المثمر بين المملكة ودول المنطقة في تعزيز البنية التحتية والتنمية الاجتماعية والاقتصادية.

التعاون العربي: نموذج متجدد في العمل المشترك
يشكل هذا التعاون بين تونس والمملكة العربية السعودية مثالًا حيًا على العمل العربي المشترك الذي يهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة. ويعكس هذا المشروع، الذي يتضمن بناء مستشفيين محليين، حرص كلا البلدين على تعزيز التعاون في المجالات التي تمس حياة المواطن بشكل مباشر.

إن توقيع عقود إنشاء المستشفيين يعد بمثابة خطوة مهمة نحو توفير خدمات صحية متكاملة في المناطق الداخلية لتونس، التي تواجه تحديات كبيرة في تلبية احتياجات سكانها في هذا القطاع الحيوي. وبتوجيهات القيادة السعودية، يُتوقع أن تساهم هذه المشاريع في تحسين البنية الصحية في المناطق، مما يعكس التزام المملكة بنهج تنموي يعزز الاستقرار الاجتماعي ويسهم في تحسين حياة الأفراد.

آفاق التعاون المستقبلية
يشير توقيع هذه العقود إلى مرحلة جديدة من التعاون الثنائي بين تونس والمملكة العربية السعودية، وهي مرحلة تركز على تحقيق التنمية المستدامة في كافة المجالات، وعلى رأسها الصحة والتعليم. إن هذه المبادرات تعكس التوجه الاستراتيجي للبلدين نحو تعزيز التعاون العربي، مع تبادل الخبرات والمساهمة في تحسين جودة حياة المواطنين.

من خلال هذه المشاريع التنموية الضخمة، ستواصل المملكة العربية السعودية تقديم الدعم لتونس، مع التركيز على المشاريع التي تخدم احتياجات الشعب التونسي وتعمل على تحسين مستوى الحياة فيه.
فهذا التعاون ليس مجرد استجابة لاحتياجات آنية، بل هو استثمار طويل الأمد في مستقبل أفضل لكل من المملكة وتونس على حد سواء.

ملاك الشوشي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى