عاد العلم السوري الأخضر ذو النجمات الثلاث ليُرفرف من جديد في كافة أنحاء البلاد، بعد إعلان المعارضة إسقاط نظام بشّار الأسد، في 8 ديسمبر 2024.
ولطالما أثار هذا العلم جدلا حول جذور استخدامه ودلالاته منذ عودته إلى الواجهة في مارس 2011، بعد اندلاع الانتفاضة السورية ضدّ نظام بشّار الأسد، حيث رفعت المعارضة السورية “علم الاستقلال” خلال الاحتجاجات الشعبية.
وفي أكتوبر 2011، عقد المجلس الوطني السوري، الذي كان بمثابة المظلة السياسية للمعارضة رسمياً، “علم الاستقلال” كشعار له للمرحلة المقبلة، ثم بدأت الفصائل المسلحة باعتماد هذا العلم.
لمحة تاريخية عن “علم الاستقلال”
يعود استخدام “علم الاستقلال” في الأصل إلى 1 جانفي 1932، عندما رُفع لأول مرة في دمشق خلال عهد الجمهورية السورية الأولى عندما كانت البلاد لا تزال تحت الاستعمار الفرنسي. ولُقّب هذا العلم بـ “علم الاستقلال” لأنه شهد استقلال سوريا عن الاستعمار الفرنسي يوم 17 أفريل عام 1946.
ونصّت المادة السادسة من الفصل الأول في النسخة النهائية لدستور سوريا، الذي أقرته الجمعية التأسيسية عام 1950، على أن “يكون العلم السوري على الشكل التالي: طوله ضعف عرضه، وهو ذو ثلاثة ألوان متساوية متوازية، أعلاها الأخضر فالأبيض فالأسود، ويحتوي القسم الأبيض في خط مستقيم على ثلاثة كواكب حمر خماسية الأشعة”.
وتوثّق الكثير من الصور عن تاريخ سوريا خلال القرن الماضي رفع “علم الاستقلال” في العديد من المناسبان الرسمية والاحتفالات الشعبية، كما حملت صورته العديد من الطوابع التي صدرت في مرحل سابقة، إضافة إلى استخدامه في المسلسلات الدرامية التي تتناول فترة النضال ضد الاستعمار الفرنسي على وجه التحديد، على اعتبار رمزية العلم إلى الاستقلال.
وبقي “علم الاستقلال” رسميا حتى قيام الوحدة بين سوريا ومصر في 22 فيفري 1958، حيث اعتمد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر علماً جديداً لـ”الجمهورية العربية المتحدة”، ويتألف من 3 ألوان بالترتيب من الأعلى: الأحمر فالأبيض فالأسود، وفي المنتصف نجمتان باللون الأخضر، لكن توقف استخدام هذا العلم بعدما تمّ الانفصال في 28 سبتمبر 1961.
ثمّ أعاد الحكم الجديد في سوريا بعد الانفصال عن مصر استخدام “علم الاستقلال” رسمياً، مستمراً لمدة عامين فقط، حيث قام حزب البعث بعد تولي السلطة في 8 مارس 1963، باعتماد علم “الجمهورية المتحدة” نفسه، مع إضافة نجمة ثالثة.
زر الذهاب إلى الأعلى