أعلن الرئيس الجزائري عبد القادر بن صالح، ابتداءا من اليوم الخميس 25 جويلية 2019، حدادا رسميا في كافة أنحاء الجزائر إثر وفاة رئيس الجمهورية التونسية الباجي قايد السبسي.
وأمر الرئيس الجزائري بتنكيس العلم في كل المؤسسات الرسمية والدوائر الوطنية في الجزائر.
وكان الجزائري قد قد وجه رسالة تعزية الى الجهات الرسمية التونسية والى أسرة الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي أشاد فيها بخصاله وبمسيرته السياسية والوطنية.
وجاء في رسالة التعزية ما يلي:
”ببالغ الأسى والأسف أقصى ما يبلغانه في نفس إنسان حين تناهى إلى سمعي نبأ انتقال المغفور له فخامة رئيس الجمهورية التونسية
والصديق العزيز إلى رحمة الله وعفوه, وأن يرزأ فيه الشعب التونسي الشقيق, بل المغرب العربي, بل الأمة العربية كلها
خاصة الجزائر التي تشاطركم شعبا وحكومة آلامكم وأحزانكم, وتعتبر كل دمعة ذرفتها على فقده عيون الأشقاء في تونس
ذرفتها أيضا عيون إخوانهم في الجزائر, تماما كما سقوا بدمائهم الزكية ودموعهم الغالية تراب ساقية سيدي يوسف
وأماكن عديدة في الحدود المشتركة إبان الثورة التحريرية”.
و قال بن صالح أن “الراحل العزيز سيبقى خالدا في ذاكرة الجزائريين, الذين لن ينسوا أبدا موافقه الرائدة في مساندة الثورة الجزائرية
وفي الذود والدفاع عنها ما وجد لذلك سبيلا داخل تونس وخارجها, وسيبقى لديهم كما كان وكما هو من ألمع القادة الذين حازوا بأعمالهم ومواقفهم الإجماع على ما تتسم به شخصياتهم من حنكة واتزان, وبُعد نظر”.
وتابع، لخطب جلل ورزء عظيم يصيب تونس الشقيقة ومنطقتنا في هذا الظرف التاريخي العصيب بالنظر لما تعيشه منطقتنا والوطن العربي من اهتزازات وأحداث جسيمة”.
“لقد دأب فقيدنا منذ الخمسينيات على نضال مستميت في حركة التحرير التونسية والمغاربية, وكافة رموز التحرر العربي والانساني
وقد كابد الفقيد في سبيل ذلك غطرسة المحتل, واستبداده, وصبر وصابر, فكان من الأوائل الذين أسهموا على مدى ستين عاما في بناء صرح تونس
وتميزوا برجاحة العقل وسداد الرأي, وبالعصرنة مع المحافظة على الأصالة في البناء والتشييد.
و أضاف،”لقد كان بجهوده الخيرة رقما إيجابيا في مسيرة تونس المعاصرة, إذ ترك في مراحل حياته بصمته الواضحة في شتى المحطات
ومختلف المناصب التي تولاها لاسيما عند توليه قيادة البلاد خلال السنوات الأخيرة لما أبدى فيها من بعد نظر من أجل إرساء دعائم الديمقراطية التوافقية بين كل القوى الفاعلة
واستطاع أن يسير بالبلد إلى التحول السلمي نحو ديمقراطية أصيلة غدت قدوة للأجيال في منطقتنا”.
وأمام هذا الخطب الجلل يضيف بن صالح، “الذي أشاطركم والشعب التونسي الشقيق, باسمي الخاص وباسم الشعب الجزائري مرارته,
أعرب لكم عن تعازينا الحارة ودعواتنا الصادقة مبتهلا إلى المولى الذي وسعت رحمته كل شيء أن يكرم وفادته
ويحتسب له أجر العاملين المخلصين لأوطانهم ومتضرعا إليه, أن يتنزل في قلوبكم وفي قلوب أسرته الكريمة صبرا جميلا
ويوفيكم جميعا على صبركم أجرا عظيما, ويعوضكم في فقده خيرا كثيرا, إنه سميع مجيب الدعاء”.
“وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون”.