أخبارتونس

عبد الكريم الطرابلسي يوضح حكم الاقتراض لشراء أضاحي العيد

أفاد الدكتور عبد الكريم الطرابلسي، وهو أستاذ مساعد عرضي بالمعهد العالي لأصول الدين في جامعة الزيتونة وإمام وخطيب في جامع الفتح بالعاصمة التونسية، أن للاضحية جملة من الشروط يجب اتباعها وهذه تفاصيلها

ما حكم الاقتراض من أجل الأضحية؟
لا يجب الاقتراض لشراء الأضحية باعتبارها سنّة مؤكدة ولا يكلف الله نفسًا إلاّ وسعها. ولكن يجوز الاقتراض بشروط وإذا انتفت موانع الاقتراض يمكن أن نقول إنّه مستحبّ.
وتتمثّل هذه الشروط في ألا يكون القرض ربويًّا والقدرة على الوفاء بهذا الدين دون ضرر أو عناء ومشقّة وتكلّف. وألا تكون هناك أولويات أخرى مقدمة على هذه الأضحية كقضاء دين سابق أو شراء شيء من الضروريات.
ومن المهم استحضار النية بأنّ الغاية هي تحقيق الشعيرة والتقرّب إلى اللّه.
ما هو حكم بيع الأضاحي بالميزان؟
الأصل أن تباع أضاحي العيد بغير وزن وهو معروف من القديم حيث يقع الشراء بحسب الوصف. ولكن لا ضرر ولا ضرار إذا كان البيع بالوزن دون مانع من موانع البيع وربّما في ذلك تحقيق للمصلحة بين البائع والمشتري.
ما هي العيوب التي لا تجزئ الأضحية معها؟
العوراء والمريضة البيّن مرضها والعرجاء والهزيلة جدًا، كما أنّ هناك عيوبًا مكروهة كمقطوعة الأذن، والسكّاء (خلقت بلا أذنين) ومكسورة القرن وغيرها..
متى تكون نهاية الوقت المشروع لذبح الأضاحي؟
اختلف العلماء في هذه المسألة، ولا يجوز ذبحها قبل طلوع الفجر من يوم النحر، فعند المالكية لا يجوز الذبح إلاّ بعد صلاة الإمام وخطبته وذبحه وعند الحنيفة تكون عند طلوع الفجر أمّا عند الشافعيّة إذا طلعت الشمس وعند الحنابلة لا تجوز قبل الصلاة ولا تجوز بعدها حتى يذبح الإمام.
واختلفوا أيضًا في نهاية الوقت المشروع للذبح وتمتد إلى آخر أيام التشريق 13 من ذي الحجة. ومن الأفضل أن يكون يوم عيد الأضحى.
هل يجوز النيابة في ذبح الأضحية؟
من الأفضل أن يذبح المضحي بنفسه ولكن يجوز له أن ينيب غيره في الذبح وفي توزيع الأضحية عنه متى كان الذابح مسلمًا. ولا يكون ذلك إلّا لضرورة كأن لا يكون على دراية بكيفيّة الذبح خاصّة.
والشاهد هنا في حديث جابر في حجة الوداع وفيه “وكان جماعة الهدي الذي أتى به النبي صلى الله عليه وسلم والذي أتي به عَلِيٌّ مائةً، فنحر رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده ثلاثة وستين، وأعطى عليًا فنحر ما غبر وأشركه في هديه”.
كيف تتمّ عمليّة توزيع الأضحى؟
أقرّت المالكية بعدم وجود قسمة معينة لتوزيع الأضحية فللمُضحّي الحرية الكاملة في تقسيمها وتوزيعها كما يشاء، فيأكل منها ما يشاء ويتصدق بما يشاء ويهدي ويوزّع ما يشاء على الأقارب.
وقد حثّ النبيّ صلّي الله عليه وسلّم على التصدّق بلحوم الأضاحي حيث قال:”فكولوا وادخروا وتصدقوا”
وكما ورد أيضًا في القرآن قوله تعالى: “فَكُلُواْ مِنْهَا وَأَطْعِمُواْ الْبَآئِسَ الْفَقِيرَ”وقوله تعالى: “فَكُلُواْ مِنْهَا وَأَطْعِمُواْ الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ”.
ماذا يقول الإسلام في مظاهر التلوّث ورمي الجلود أيام عيد الأضحى؟
لقد حثّ الرسول الكريم على نظافة المحيط وما نراه في شوارعنا هو سلوك مناف لأخلاق المسلم. إذ قال رسول الله ﷺ: “الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان”. وقال أيضًا: “بينما رجل يمشي بطريق، وجد غصن شوك، فأخذه، فشكر الله له فغفر له”.
لذلك من المهمّ الانتباه لهذه النقطة وتنظيف المكان والحرص على أن تكون أجواء البهجة والفرحة عامّة في كلّ مكان.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى