أشاد مدير عام منظمة العمل الدولية غيلبرت ف. هونغبو بالاصلاحات العمالية الواسعة التي نفّذتها دولة قطر في السنوات القليلة الماضية، والتي تتمثّل في إلغاء نظام الكفالة ، ووضع حدّ أدنى للأجور وإنشاء منصة للشكاوى عبر الإنترنت، وإنشاء محاكم عمالية، وإنشاء لجان إدارة لعمّال الشركات مع ممثلين منتخبين للعمّال الوافدين، بالإضافة إلى التحسينات الكبيرة في مجال السلامة والصحة المهنية.
وشدّد هونغبو على أنّه “يمكن استخلاص دروس عديدة من إصلاحات العمل هذه لبلدان أخرى، وأيضاً لعمليات منظمة العمل الدولية”. ولفت إلى أنّ برنامج التعاون التقني، القائم منذ عام 2017 ما بين منظمة العمل الدولية ووزارة العمل القطرية، أدّى إلى المجموعة الواسعة من الإصلاحات المتعلقة بالعمل في قطر .
وفي بيان أصدره في ختام زيارته إلى العاصمة القطرية الدوحة، التقى خلالها رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية القطري الشيخ خالد بن خليفة بن عبد العزيز آل ثاني، ووزير العمل علي بن صميخ المري، قال هونغبو: “نناقش مع الحكومة إمكانية وجود طويل الأمد لمنظمة العمل الدولية، لأنّنا ندرك أنّ علينا الاستمرار في هذا المسار الإيجابي وتعزيز تنفيذ وإنفاذ التشريع الجديد”. وأكد “التزام المنظمة بالحفاظ على الحوار والتعاون البنّاءَين لمواجهة التحديات المتبقية”.
وأوضح هونغبو، في البيان نفسه، أنّ الأولويات التي حدّدتها منظمة العمل الدولية هي إلغاء نظام الكفالة وحماية الأجور وضمان الوصول إلى العدالة في الوقت المناسب. وأضاف: “تحتاج عاملات المنازل إلى حماية أكبر ضدّ ساعات العمل المفرطة، ونسعى بالتعاون مع الجهات المسؤولة الى إدخال تحسينات إلى أنظمة السلامة والصحة المهنية، والاستثمار المستمر في جمع البيانات وتحليلها لرصد التغيّرات وتحديد الثغرات ودعم التحسين المستمر”، منوّهاً في الوقت نفسه بـ”التحسينات التي جرى إدخالها إلى السلامة والصحة في العمل، بما في ذلك مزيد من القيود على ساعات العمل خلال النهار لمكافحة الإجهاد الحراري في فصل الصيف”.
وتناول مدير عام منظمة العمل الدولية “الدور الذي يؤدّيه المهاجرون في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للبلدان المضيفة ومجتمعاتهم في الوطن”، مشدّداً على أنّ “حماية حقوقهم كعمّال وبشر هي في صميم مهمة المنظمة لتعزيز العدالة الاجتماعية وتعزيز العمل اللائق”. وأكّد هونغبو: “نحن على استعداد للعمل مع الحكومات والعمّال وأصحاب العمل وأيّ شركاء آخرين في قطر وفي كلّ البلدان لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف”.