أكدت هالة عمران في حديث مع “نيوز بلوس” أنّ الوضع العام وتحليل الواقع الذي تعيشه تونس يستوجب اليوم تحوير عميق قد يشمل حتى رئيس الحكومة نفسه.
وأوضحت القيادية في حزب نداء تونس أنّه لا يمكن في الوقت الراهن ذكر أسماء وزراء بعينهم وجب أن يشملهم التحوير، لافتة في هذا السياق إلى أنّ حزبها قام بتشكيل لجنة لتقييم عمل الوزراء المحسوبين على نداء تونس ومنهم رئيس الحكومة يوسف الشاهد، وما إذا كانوا في مستوى الثقة التي أوكلت لهم حين تمّت تزكيتهم.
وبيّنت عضو مجلس نواب الشعب أنّه بعد سنيتين من عمل الحكومة وما تخلّلها من صدامات مع الاتحاد العام التونسي للشغل، في ظلّ ظروف اجتماعية واقتصادية صعبة، وفي ظلّ تدهور المقدرة الشرائية للمواطن والسقوط المتواصل للدينار التونسي، ومع وموقف الاتحاد العام التونسي للتجارة والصناعات التقليدية، فانّ الحكومة لم تفلح في عديد النقاط، وهو ما يدفع نحو ضرورة إعادة مراجعة الحسابات.
وشدّدت هالة عمران إلى أنّ الحكومة لم تتفاعل ايجابيا مع الأولوية الاقتصادية والاجتماعية، كما لم يصدر منها أي ردّ فعل حيني على تصنيف تونس ضمن القوائم السوداء التي أصدرها الاتحاد الأوربي، المتعلقة بالملاذات الضريبية وبمخاطر غسيل الأموال وتبييض الإرهاب، ومن هنا فهي تفتقر لإستراتيجية استعجالية واضحة، معربة إلى أنّ الظرف الحالي الذي تعيشه تونس لا يحتمل الانتظار، ولذلك يجب أن يكون هناك حلول كما يجب تحمل المسؤوليات من الحكومة.
وباستفسارها عن طبيعة الأسماء المتداولة لخلافة رئيس الحكومة يوسف الشاهد، على غرار رضا شلغوم وعفيف شلبي وخليل العجيمي وعبد الكريم الزبيدي، أفادت هالة عمران الى أنّه ليس هناك في الوقت الآني أي قائمة اسمية لخلافة يوسف الشاهد، قائلة بصريح العبارة “يكذب من يقول أنّ نداء تونس له قائمة أسماء يدرس فيها لتعويض الشاهد وهذا غير مطروح”.
وأضافت بالقول، أنّ يوسف الشاهد هو ابن نداء تونس، غير أنّ الدولة ليست أسماء، إنما مؤسسات وانجازات، كما أنّ الدولة ستتواصل ولن تقف عند يوسف الشاهد أو غيره إذا استوجب تغيير الحكومة في العمق.
وفي سياق آخر متعلّق بمستجدات حزب نداء تونس اثر هزيمته في الانتخابات البلدية التي جرت مؤخرا وحلوله في المرتبة الثانية خلف حركة النهضة، وما راج من كون ذلك يعد مؤشرا لنهاية الحزب الذي أسّسه رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي، أكدت محدثتنا أنّ نداء تونس لم ينتهي والحديث عن كلمة “انتهى” ليس في محلّها، معتبرة في ذلك أنّ نداء تونس هو الحزب الوحيد الذي يضاهي حركة النهضة ويعمل على تحقيق التوازن السياسي.
وتابعت أنّ نتائج الانتخابات البلدية شكلت إنذارا، يستوجب فيه التوقف على النقاط السلبية التي أثّرت على تراجع ترتيب الحزب، مقارنة ممّا كان عليه سنة 2014، مشيرة إلى أنّ أول قرار اتخذ هو التأكيد على انجاز نداء تونس لمؤتمره العام، وللمؤتمرات القاعدية والمحلية والجهوية، الصائفة القادمة.
وعن مواصلة علاقة التوافق مع حركة النهضة من عدمها مستقبلا، أعربت هالة عمران أنّ التوافق فرضته، وتفرضه، التوازنات السياسية الموجودة في مجلس نواب الشعب، حيث لا يمكن لأي طرف وحده، لا النداء ولا النهضة، تمرير القوانين، كما أنّ حصول أي شرخ في ذلك تكون له تبعات وخيمة وتأثيرات على البلاد، وأنّه وأمام المسؤولية تجاه الدولة لا يمكن ترك الأمور هكذا، خاتمة الحديث في هذا السياق بالقول “غدا في 2019 لدينا انتخابات تشريعية وما سيفرزه الصندوق سيكون هو الفيصل”.