قال الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي اليوم السبت ” إن الانتخابات التشريعية القادمة ليوم 17 ديسمبر 2022 بلا لون ولا طعم وآن أوان التعديل الحكومي “.
وأضاف نور الدين الطبوبي في كلمة بمناسبة إحياء الذكرى ال70 لاغتيال الزعيم الوطني النقابي فرحات حشاد بقصر المؤتمرات بالعاصمة أن هذه الانتخابات جاءت وليدة دستور لم يكن تشاركيا ولا محل إجماع أو موافقة الأغلبية وصيغت على قانون مسقط أثبت إحتواءه على ثغرات مؤكدا أن مثل هذا المسار سيولد نتائج لا أحد يتوقع حجم ضعفها وما يستبطنها من تفكك وتفتيت
وأبرز رفض المنظمة الشغيلة للمسار الحالي باعتبار الخشية من المجهول واستمرار التفرد والتخبط وغياب التشاركية والتفاعل مع القوى السياسية والاجتماعية والوطنية لافتا في المقابل الى أن المنظمة لم تخطئ عندما اعتبرت مسار 25 جويلية خطوة حاسمة على درب تصحيح المسار الديمقراطي واعادة الاعتبار لأهداف ثورة 17 ديسمبر 14 جانفي
وأشار الى ان ما يجري في تونس اليوم لا يبعث على الارتياح خصوصا وأن الاتحاد قد نبّه الى أن هذه الحكومة “بلا رؤية ولا برنامج ويغلب عليها الارتجال والغموض وانعدام الانسجام وتتحرك بنفس آليات الحكومات السابقة (غياب الشفافية وازدواجية الخطاب) والاكتفاء باستنساخ مناويل بالية وفاشلة” حسب تقديره
ولفت الطبوبي الى أن تشبث الحكومة “المستميت” بالاقتراض الخارجي كسبيل وحيد للخروج من الأزمة خير دليل حسب تقديره على ضيق الأفق وعلى محدودية الإبداع والتصورات هذا بالاضافة الى ما اتسمت به سياساتها من ضرب للحوار الاجتماعي وتنكر للتعهدات الى جانب عدم اصلاح القضاء والتصدي للفساد و القضاء على الاحتكار والتهريب وكشف ملفّات التسفير والإرهاب والاغتيالات السياسية فضلا عن مزيد تأزم الوضع الاقتصادي والاجتماعي
وشدد في هذا الصدد على أن أوان التعديل الحكومي قد آن لينقذ ما تبقى ويعيد للعديد من الوزرات نشاطها ويخرجها من الركود والعطالة التي تعمقت أكثر أمام التعيينات المتتالية على رأس الجهات والعديد من المؤسسات وتعميم الفشل والارتجال مركزيا وجهويا وقطاعيا.
وأبرز أن الاتحاد لم يعد يقبل بالمسار الحالي باعتبار ما اعتراه من غموض وتفرد ولما يمكن أن يخبئه في قادم الأيام والأشهر من “مفاجآت غير سارة ولا مطمئنة على مصير البلاد ومستقبل الأجيال فضلا عن مستقبل الديمقراطية في البلاد” مؤكدا في المقابل الرفض التام كأغلب التونسيين العودة إلى ما قبل 25 جويلية ورفض أي مقاربة تهدف إلى استعادة الحكم عبر الاستقواء بالخارج وعبر .تزيين حقبة فاشلة وعبر تنكّر أصحابها من مسؤوليتهم فيما آلت إليه البلاد وهم في الأصل جديرون بالمحاسبة وفق تعبيره.
من جهة أخرى جدد الأمين العام للمنظمة الشغيلة التضامن مع مختلف أطياف الشعب الفلسطيني وحيا صمودهم وإصرارهم البطولي على المقاومة واستنكر ما تقوم به بعض الأنظمة من تطبيع مناشدا في هذا الصدد القوى الديمقراطية في العالم الخروج عن صمتها إزاء جرائم الكيان الصهيوني والضغط من أجل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين ومنهم الأطفال وإلى تقديم الدعم والمؤازرة لهذا الشعب في نضاله من أجل الاستقلال والتحرّر وبناء دولته على أرضه وعاصمتها القدس الشريف.