لاقت سلسلة “كان يا ماكانش” للمخرج عبد الحميد بوشناق نجاحا كبيرا خلال شهر رمضان لما تضمنه من قضايا نقدية ترصد الواقع بأسلوب ساخر.
وتفاعل الكثيرون مع العمل الفنّي الذي ساهم في تأليفه السيناريست حاتم بالحاج الذي اعتبر سلسلة ”كان ياما كانش” أفضل عمل قدّمه وأنّ السلسلة تفوّقت على ”شوفلي حلّ”.
وتحصلت السلسلة الهزلية “كان يا ماكانش” على أغلب جوائز مسابقة “رمضان آوارد” الخاصة بالأعمال الدرامية الرمضانية ضمن صنف السلسلات.
ورغم تركيز السلسلة على مغامرات الثلاثي “برغل” و “نعناع” و “مهراس” التي جسّد أدوارها كل من عزيز الجبالي و جهاد الشارني وسيف عمران، الاّ أنّ الحدث بحسب المشاهدين والمتابعين، صنعه الممثل مهذب الرميلي في أداء شخصية “الشنفخة” شاعر الشعراء ببراعة واحترافية كبيرة.
وظهرت شخصية “الشنفخة”، التي تحمل اشارة للشاعر الجاهلي “الشنفرة الأزدي”، في الحلقة الرابعة والأخيرة من السلسلة، حيث ركزت المشاهد التي ظهر فيها على فساد الطبقة الحاكمة وانغماسهم في ملذات الحياة، على حساب “الرعية”، فضلا عن الاشارة لاستفحال ظاهرة النفاق الاجتماعي وشراء ذمم المثقفيين والشخصيات العامة من أجل تمجيد الحاكم.
ويعد مشهد المبارزة الشعرية من أفضل وأقوى المشاهد النقدية التي زينت السلسة على مدى حلقاتها، أين استحضر الشعر واستعمل بأسلوب ساخر في النفاق والمديح للحاكم، زادته روعة طريقة القاء المؤديين و التذكير ببعض المطالع و القصائد الشعرية الخالدة وألحانها التي نظمها شعراء عظام مثل المتنبي والأصمعي اثناء القاء قصيدة “صوت صفير البلبل” .. و “شنفخيات في مهب الريح”.
و حصل الممثل مهذب الرميلي، الذي سطع نجمه خلال شهر رمضان في عدة أعمال رمضانية، وأبهر الكثيرين في تجسيد شخصية “الشنفخة”، على اشادة واسعة من الجمهور المتلقي، بعد أن أجاد تقمص دوره في سلسلة كان يا ما كانش بشكل كبير وأبرز موهبة وطلاقة في اللغة العربية بأسلوب كوميدي فصيح فاجئت حتى المخرج نفسه، وهو القائل في أحد المشاهد “ردها عليا ان استطعت”.
هذا وقد صرّح مهذب الرميلي أنّ مشاركته في عمل كان يا ماكنش جاءت بناءا على ثقته العمياء في المخرج عبد الحميد بوشناق، واصفا العمل بـ “الهبلة” التي فتحت معه مساحة للجنون، وفق تعبيره.