أكّد عبد الفتاح مورو نائب رئيس مجلس النواب والقيادي سابقا بحركة النهضة اليوم الخميس 28 ماي 2020 أنّ قرار اعتزاله النهائي من الحياة السياسية نابع من احترامه لنفسه وللمواطنين قائلا “لست مؤهلا للمواصلة في الساحة السياسية التي تشهد تطورا”.
وأضاف مورو خلال حضوره اليوم ببرنامج “الماتينال” على إذاعة “شمس أف أم”: “لن اخرج من حزب لأنضمّ لحزب آخر ولن أكّون حزبا ولن أكون حتى منفردا وهذا طبيعي جدا …السياسيون ما يقورنوش” مشيرا الى وجود فرق بين السياسة والشأن العام قائلا “المواطنة هي انشغال بالشأن العام فأن يهتم الانسان بما يقع في الساحة السياسية فهذا أمر عادي بالنسبة لأشخاص اشتغلوا في أحزاب وفي الرئاسة…يبقى الاهتمام بالشأن السياسي ولكن هذا لا يعني أنّ عليهم الدخول وتقديم برامج والتشاجر مع الغير والترشح لمنصب ما والتموقع في مكان ما … لم يعد هذا دوري”.
وتابع “علاقتي داخل حركة النهضة كانت احتجاجية وأنا جمّدت وضعيّتي في الحركة سنة 1991 بمناسبة قضيّة باب سويقة ولم أرجع إلاّ بعد أن تكلّم حمّادي الجبالي باعتباره رئيس حكومة حينها في مؤتمر صحفي عقد بمركز برقاوي بباب سعدون ليُبيّن الموقف وكنت قد طالبت باعطائي موقفا ولم يعطوني ذلك فجمدت وضعيتي “.
وأوضح “كنت أهدّد بالخروج وأقول يا ناس اتجهوا للطريق الصحيح راو موش هذا الطريق… هذا هو أسلوبي ولكنني قدمت استقالتي مرّة واحدة منذ أكثر من سنة ووقع السكوت عليها إلى حدّ الآن … لم اجد جوابا شافيا ولم أجد نفسي ناشطا داخل حركة النهضة فقلت آش قاعد نعمل داخل النهضة أنا الآن ؟ ” مضيفا ” دعتني الحركة رغما عن استقالتي للترشّح للانتخابات الرئاسية فقبلت ذلك والانتخابات الرئاسية هي قمّة الطموح السياسي ..اذا جابت نتيجة ثمة تصرف واذا ماجابتش نتيجة ثمة تصرف” .
واعتبر مورو أنّه “من الطبيعي بالنسبة لانسان ترشح للانتخابات الرئاسية وسمع رأي المواطن فيه أن يحترم ما قال المواطن…صحيح كنت أوّل السياسيين في سلسلة النتائج بـ 13 بالمائة والذين كانوا قبلي لم يكونوا سياسيين وهم عبّروا عن ذاك وبالتالي أنا أوّل السياسيين ولكني اعتبرت ان ذلك قرارا من المواطن مفاده إنّك لا تصلح لنا مشيت بكل احترام وهذا طبيعي جدا”.
وأكّد أنّه “على الانسان أن يفهم نفسه وقدرته على استيعاب الواقع والاساليب التي تستعمل الان انا مانجمهاش” مشيرا الى الخصومات السياسية التي قال إنّها لم تعد تحدث من أجل البرامج أو الايديولوجيا وإنّما أصبحت كأنّها شخصيّة وتمركزت حول فلان بيه وفلان عليه ، مضيفا ” لست متعودا على هذا الأسلوب ولا أستطيع التأقلم معه وهذا لا يعني أنّني أفضل منهم”.
وواصل قائلا “بالنسبة لي أغادر الحياة السياسية وأنا شاكر للتونسيين على أنّني عشت معهم 54 سنة من حياتي والاعتزال هو واجب وكل انسان ناشط في ميدان من الميادين يأتي وقت من الاوقات يقول فيه يكفي هذا القدر” مستشهدا بالمهن الحرّة وبالمحاماة قائلا ” مدّة العمل غير محددة ولكن في وقت من الاوقات الانسان يفهم روحو”.
وعن تقييم عمله خلال وجوده في الحكم قال مورو ” كنت نائبا في البرلمان والزملاء طلبوا مني أن أكون نائب الرئيس فوافقت وبعدها أصبحت رئيسا بالنيابة عند وفاة الرئيس الباجي قائد السبسي وعملت بأقصى ما يمكن في الاطار الذي كنت فيه لأزيّن مكاني لأنّه ليس لرئيس البرلمان مسؤولية سياسية…صحيح أنّه شخصية سياسية في البروتوكول ولكن صلاحياته إدارية سياسويّة وبالتالي فإنّ دوره هو الابقاء على وحدة الهيكل البرلماني رغم التنوع… يجب أن يتسم بالمرونة والقدرة على اكتساب ثقة جميع الاطراف لتسيير الجلسات بأحسن ما يمكن ولكنّه غير مسؤول عن النتائج وفي التصويت كل شخص مسؤول عن نفسه”.
وقال ‘الفترة التي اشتغلنا فيها كانت مثل هذه الفترة..كنا منفتحين على المواطن وكانت التلفزة تبثّ جلساتنا الى حدود الساعة الثالثة فجرا.. نشتغل 10 ساعات ونصف على كرسي ولا نقف وهذا معلوم..نقعد على حطبة كل هذه الساعات حفاظا على واجبي وما عنديش مزيّة في ذلك”.
واضاف ” وفّقت أم لم أوفّق فهذا أترك تقييمه لغيري لأنني ان وفقت ما هيش مزية وان لم أوفق فأتحمّل مسؤوليتي ولكن المطلوب الآن أنو تونس تمشي ونحافظو عليها” مضيفا “ماعنديش عركة مع النهضة والنهضة داري”.