في سهرة استثنائية من سهرات الدورة الثانية والأربعين لمهرجان بنزرت الدولي، كان جمهور المدينة على موعد مع النجم اللبناني وائل جسّار، الذي قدّم عرضًا طربيًّا رفيع المستوى، أعاد من خلاله الدفء والرقيّ إلى المسرح الصيفي العريق.
ومنذ لحظة وصوله، لقي جسّار ترحيبًا حارًا من المنظمين والجمهور، في مشهد يعكس مدى المحبة والتقدير الذي يكنّه له عشاقه في تونس. وعلى الركح، وبصوته العذب وأدائه الراقي، قدّم باقة من أجمل أغانيه الرومانسية والوجدانية، مثل “غريبة الناس” “خلينا ذكرى” “جرح الماضي” “ياغزيل ميل” “اصل الزين” كما أبدع في أداء مقاطع من الطرب الأصيل، فلامس إحساس الجمهور الذي ردد معه الكلمات بكل شغف.
ولم تكن الأجواء عادية، فقد امتلأت المدارج عن آخرها، وأضيئت الهواتف كنجوم تلمع في سماء بنزرت، في لحظة امتزج فيها الصوت بالصورة، والذكرى بالموسيقى، ليصنع الحضور لوحة فنية راقية.
وقد رافق وائل جسار في عرضه فرقة موسيقية محترفة، عزفت بانسجام تام وأضفت على الأمسية طابعًا كلاسيكيًّا ساحرًا. فيما أظهرت التغطية الرسمية للصفحة الخاصة بالمهرجان صورًا توثّق لحظات مؤثرة من الحفل، من لحظة الاستقبال إلى التفاعل الجماهيري الكبير.
جدير بالذكر أن هذه السهرة تندرج ضمن فعاليات مهرجان بنزرت الذي يشهد في دورته الحالية حضورًا فنّيًا عربيًا لافتًا، ما يعكس حرص إدارة المهرجان على تقديم عروض ترضي مختلف الأذواق وتجمع بين الأصالة والتجديد.
هكذا، كانت ليلة وائل جسّار في بنزرت ليلة لا تُنسى، كتب فيها الفنان اللبناني صفحة جديدة من المحبة في قلوب التونسيين، وأكّد مجددًا أن الفن الطربي لا يزال قادرًا على جمع الناس في لحظات من الجمال النقي.
ذكرى بونقيشة
