أخباردوليعربي

منع المسؤولين والموظفين الجزائريين من العبور فوق أجواء الإمارات

كشفت مصادر جزائرية موثوقة النقاب عن تعليمات صادرة من أعلى هرم السلطة في الجزائر للمسؤولين والموظفين السامين في الإدارة الجزائرية بعدم العبور على أجواء ومطارات دولة الإمارات العربية المتحدة وذلك أثناء سفرهم إما في مهام رسمية أو في سفريات خاصة.

وتأتي هذه التوجيهات أسابيع قليلة بعد تهنئة تلقاها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون من نظيره الإماراتي محمد بن زايد، عقب الانتخابات الرئاسية في الجزائر والتي منحت الرئيس تبون ولاية ثانية مدتها خمسة أعوام.

ووفق المصادر فإن العلاقات الجزائرية ـ الإماراتية معرضة لمزيد من التصعيد خلال الفترة المقبلة، لا سيما في ظل استمرار تدهور العلاقات بين الجزائر والمغرب، وعدم ظهور أي موقف مغاير للموقف المعبر عنه إماراتيا والمتعلق بدعمها لخيار الحكم الذاتي لإقليم الصحراء.

واعتبر أحمد الدان رئيس مركز الدراسات الأفروآسيوية بالجزائر العاصمة في حديث مع “عربي21″، أن الموقف الجزائري الرسمي تجاه الإمارات سببه السياسات التي انخرطت فيها دولة الإمارات نفسها سواء في علاقاتها مع إسرائيل التي تخوض حرب إبادة ضد الشعب الفلسطيني، أو في علاقاتها الإقليمية المهددة لأمن الجزائر في تونس وليبيا والسودان والمغرب.

وقال الدان: “الجزائر لا تخشى الإمارات خشية استراتيجية، وإنما الإمارات أصبحت خارج منطق العلاقات العربية ـ العربية، بممارساتها مع الثورات المضادة، ودورها المكشوف في السودان خير دليل على ذلك.. نحن عداؤنا مع إسرائيل التي تضرب الجزائر عبر علاقاتها مع المغرب، فقد اشتغلت فرنسا لتقوية تحالف مغربي ـ إسرائيلي ـ ودخلت الإمارات على الخط وكذلك في تونس وليبيا، هذه التصرفات غير الطبيعية تستطيع أن تحطم لا أن تبني.. وبالتالي أن تضع رأسك على الوسادة وحولك مجموعة تعبث بالعنف والسلاح فهذا لا يمكن، ولذلك الجزائر كانت علاقاتها طيبة مع الإمارات، لكن هذه الأخيرة تتصرف بعداء”.

وأضاف: “الأمن القومي لا ينبغي أن يبنى على العواطف والتساهل، بل له قواعد معروفة.. وهذه التصرفات التي تقع في المنطقة العربية كلها، وتمس منطقتنا ينبغي أن نأخذها بالجدية اللازمة.. لقد أصبحت الإمارات حقلا اقتصاديا لكثير من الشركات الإسرائيلية مثلما أصبحت المغرب مرتعا للشركات العسكرية الغربية ومنها الإسرائيلية المهددة للجزائر.. ومن هدا المنطلق نحذر من الإمارات ومن حلفائها”، وفق تعبيره.

وفي لندن، رأى الخبير الأمني المنشق عن النظام كريم مولاي في حديث مع “عربي21″، أن الوثيقة لا تحمل جديدا بالنظر إلى تدهور العلاقات بين البلدين، وقال: “مازلنا نذكر الهجوم الذي شنه عبد القادر بن قرينة رئيس حركة البناء الوطني والمرشح الرئاسي السابق على دولة الإمارات واتهمها صراحة بتهديد أمن الجزائر، ثم تلته في ذلك لويزة حنون بذات الرسالة، قبل أن تكشف وسائل الإعلام الجزائرية التابعة للمؤسسات الرسمية هذه المخاوف من دولة الإمارات، والتي أصبحت هاجسا يؤرق السلطات الجزائرية في المدة الأخيرة”.

وأكد مولاي، أن “سبب الهجوم الرسمي الجزائري على دولة الإمارات على الرغم من علاقاتها الاقتصادية والسياسية المتينة بالجزائر ووجود جالية جزائرية كبيرة في دولة الإمارات، سببه الرئيس علاقات أبو ظبي بالرباط، وموقف الإمارات الداعم لخيار الحكم الذاتي لإقليم الصحراء”.

وأضاف: “أعتقد أن ربط الجزائر الرسمية لعلاقاتها الخارجية بالموقف من الصحراء قد أساء كثيرا إلى علاقات الجزائر التاريخية مع دول المنطقة، وأفقد ديبلةماسيتها التأثير والمصداقية التي تحتفظ بها الجزائر لدى مختلف أحرار العالم، بالنظر إلى الكلفة الباهظة التي قدمتها في معارك التحرير التي خاضتها ضد الاستعمار الفرنسي”، وفق تعبيره.

وكانت صحيفة جزائرية واسعة الانتشار، قد اتهمت في أيلول / سبتمبر الماضي السفيرَ الإماراتي في البلاد، بالتسبب في تخريب العلاقات بين البلدين، ووصفته استنادا لمصادرها بـ”الشخص غير المرغوب فيه”.

وكتبت صحيفة “الخبر” تحت عنوان كبير في صدر الصفحة الأولى “السفير الإماراتي.. شخص غير مرغوب فيه” مرفوقا بصورة يوسف سيف خميس سباع آل علي، قالت فيه إن “معلومات مؤكدة تشير إلى أن الشرير وليس السفير، لأنه فقد بما يفعل وظيفته الأساسية، يقف بنسبة 80 بالمئة من جل المشاكل وحدة التوترات في العلاقات بين الجزائر والإمارات”.

وأوضحت أن “السفير أصبح يتدخل بشكل سافر في شؤون الدولة التي توفر له الضيافة، ويرفع تقارير مغلوطة عنها إلى قياداته، ويروج لصورة خاطئة ومسيئة عن الجزائر، سعيا منه الدائم إلى تخريب العلاقات وتلويثها حتى لا يحدث أي تقارب بين الدولتين، واضعا نفسه في مرتبة المسؤول الذي يحدد توجه علاقات بلاده مع الجزائر والعكس”.

وأضافت: “أمام هذه الأفعال المشينة التي ارتكبها هذا السفير الذي أساء لبلده وشعبه، قد أصبح بالفعل، في إطار العرف الدبلوماسي شخصا غير مرغوب فيه بالجزائر، إذ سيصبح التعامل معه صعبا، إن لم يكن محظورا، بسبب تصرفاته التي لم يحسن فيها الآداب الدبلوماسية، ويحق للجزائر السيدة، كما لأية دولة أخرى أن تضع أي سفير لديها أو عضوا آخر من البعثات الدبلوماسية في خانة شخص غير مرغوب فيه، طبقا للمادة التاسعة من اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية الموقعة عام 1961 والتي تنص على أنه للدولة المعتمد لديها -في أي وقت وبدون ذكر الأسباب- أن تبلغ الدولة المعتمدة أن الرئيس أو أي عضو من طاقم بعثتها الدبلوماسية أصبح شخصا غير مقبول، أو أن أي عضو من طاقم بعثتها (من غير الدبلوماسيين) أصبح غير مرغوب فيه”.

وكانت صحيفة الشروق، قد ذكرت في آب/ أغسطس 2023، أنها تمتلك معلومات تفيد بوجود “تحركات مشبوهة” لملحق الدفاع بسفارة الإمارات في الجزائر، متوقعة أن تنفجر أزمة دبلوماسية بين الجزائر وأبو ظبي في أي وقت. وقالت الصحيفة نقلاً عن مصادر وصفتها بأنها “دبلوماسية أجنبية موثوقة”، أن الملحق الإماراتي الذي يحمل رتبة عقيد، صرح لأحد الدبلوماسيين، في حضرة نظرائه الأوروبيين، أنه في حال نشوب حرب بين الجزائر والمغرب، فإن بلاده ستقف بكل إمكاناتها مع المملكة العلوية.

وكان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، قد وجّه في تصريحات سابقة له رسالة تحذير لدولة الإمارات، دون أن يذكرها بالاسم، مشيرا إلى أن بلاده لا تزال تعتبرهم أشقاء، لكنها ترفض تصرفاتهم في دول الجوار.

ووجّه تبون رسالة تحذير للإمارات، دون أن يذكرها بالاسم، مشيرا إلى أن بلاده لا تزال تعتبرهم أشقاء، لكنها ترفض تصرفاتهم في دول الجوار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى