أدانت 11 منظمة تونسية، الثلاثاء، ما اعتبرته عنصرية صدرت عن النائب في البرلمان التونسي والمرشح الرئاسي السابق، الصافي سعيد، قالت إنه وصف الوزراء التونسيين الذين يحملون جنسية ثانية بـ»اللقطاء».
وأكدت المنظمات نفسها أنها ليست المرة الأولى التي يستعمل فيها سعيد «العبارات النابية والعنصرية».
وأضافت المنظمات، وبينها الجمعية التونسية للدفاع عن الحريات الفردية والجمعية التونسية للدفاع عن القيم الجماعية والجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات، أن وصف من يحمل الجنسية الثانية باللقطاء «فيه انتهاك واضح للقانون الدولي الإنساني»، داعية إلى «طرده من مجلس نواب الشعب».
وجاءت تصريحات النائب الصافي سعيد خلال جلسة منح الثقة لحكومة الحبيب الجملي الأسبوع الماضي.
وقالت الجمعيات التونسية، في بيان، إن «من حق كلّ مواطن اكتساب جنسية وتغييرها والاحتفاظ بها»، مشيرة إلى أن هذا «الحق تحترمه كلّ الدول الديمقراطية في العالم».
وتابعت «هذه ليست المرّة الأولى التي يتهجم فيها النائب المذكور على التونسيين الحاملين لجنسية ثانية.. سبق أن توعدهم عبر قناة خاصة بطردهم بنفسه مستعملا نفس العبارات العنصرية النابية».
وشددت المنظمات المذكورة على «مساندتها التامة للتونسيين الحاملين لجنسية ثانية والذين كان العديد منهم رافدا مهما في مواجهة الديكتاتورية ضد التهجمات العنصرية والألفاظ السوقية»، مشيرة إلى أنها «ستقف إلى جانبهم في حالة تتبع أيّ منهم للنائب المذكور قضائيا».
في المقابل، رد الصافي سعيد على بيان المنظمات المذكورة قائلا «أجد من اللافت والمستغرب أن يضعني هذا البيان في خانة العنصرية والسوقية، ذلك أنني لم أفكر أبدا في ما ذهبت فيه التأويلات المغرضة والقراءات الجارحة».
وأضاف سعيد، في توضيح نُشر على صفحته بفيسبوك، إنه «يعتذر عما يمكن أن يكون قد صدر عنه من مثل هذه الادعاءات»، مضيفا أنه «يعلن ويؤكد من خلال مواقفه ومسيرته الصحفية والسياسية أنه كان دائما إلى جانب مدونة حقوق الإنسان بكل طوابقها ومراحلها وملازما لحركات التحرر الوطنية والعالمية ومدافعا عن إفريقيا والمعذبين في الأرض وعن النساء المناضلات والكادحات في كل بقاع الأرض».
وتابع موضحا أنه «إذا كان قد استعمل تعبير (لقطاء العولمة أو لقطاء الرأسمالية) للتعبير عن رفضه أن يظل القرار السياسي الوطني المستقل بيد من يستقوون بالجنسيات الأجنبية، فهو قد استعار هذا التعبير من أدبيات سياسية أخرى في بلدان أخرى رافضة لهذا الاستعمار الجديد المقنع ومدافعة عن سيادة بلدانهم وقرارها السياسي والسيادي (المفكر ألكسندر دوغين في روسيا)».