أظهر التقرير الشهري الصادر عن المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، بشأن الاحتجاجات والعنف والانتحار في تونس خلال الثلاثي الثاني لسنة 2024، تواصل النسق التصاعدي للاحتجاج الذي بدأ خلال شهر ماي 2024 بوصفه الشهر الأعلى احتجاجًا.
-
نسق تصاعدي للاحتجاج في تونس
وكشف التقرير، تسجيل 212 تحركًا احتجاجيًا، خلال شهر جوان 2024، ليحافظ على نفس النسق التصاعدي للاحتجاج الذي بدأ خلال شهر ماي الماضي الذي شهد 248 تحركًا وكان الشهر الأكثر احتجاجًا منذ بداية السنة.
وأفاد منتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، بأنه “حتى مع التراجع المسجل في النسق الاحتجاجي خلال الأشهر الأولى للسنة مقارنة بالسنوات السابقة، تنتهي السداسية الأولى لسنة 2024، بتسجيل 655 تحركًا احتجاجيًا، خلال الثلاثي الثاني من السنة، كان العمال والسكان والعاطلون عن العمل أبطالها الأساسيون”.
وللإشارة فقد تم تسجيل 188 تحركًا احتجاجيًا خلال شهر جانفي 2024، و160 تحركًا خلال شهر فيفري/شباط 2024، وفي تقريره الاجتماعي لشهر مارس/آذار 2024، ذكر المنتدى أنّه تم تسجيل 179 تحركًا، أما بالنسبة لشهر أفريل فقد عرف 195 تحركًا، إضافة إلى 248 تحركًا احتجاجيًا، خلال شهر ماي 2024.
ويشار إلى أن مجموع التحركات الاحتجاجية التي سجلتها تونس وفقًا للمعطيات الصادرة عن المنتدى تقدّر بـ 1162 تحركًا طيلة السداسي الأول من سنة 2024، منها 655 تحركًا خلال الثلاثي الثاني و507 تحركات خلال الثلاثي الأول.
-
ماهي المطالب الأكثر تداولاً؟
وفيما يتعلق بالمطالب المرفوعة خلال هذه التحركات الاحتجاجية، أكد المنتدى أن المطالب المهنية وتحسين ظروف العمل وصرف الأجور مثلت المطالب الأكثر تداولاً.
وأضاف أن مطلب الحق في التشغيل حافظ على مكانته المتقدمة ضمن الشعارات المرفوعة من قبل الفاعلين الاجتماعيين، كما لفت إلى “تواصل مشاكل وصعوبة ولوج التونسيين لحقهم في الماء الصالح للشرب، بعد أن تم تعميم أزمة العطش على الجميع لتشمل كل ولايات الجمهورية من أرياف ومدن وأحياء باختلاف كثافتها وموقعها” وفقاً للتقرير نفسه.
وبيّن منتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية أن تحركات الاحتجاجية التي عرفها شهر جوان الماضي، كانت في غالبيتها ذات طابع اقتصادي-اجتماعي، إذ تصدّرت مطالب صرف المستحقات المالية وأساسا الأجور وتسوية الوضعية المهنية والحق في التشغيل والتنديد بانقطاعات مياه الشرب وتردي الوضع البيئي والصحي وحالة الطرقات، قائمة الأسباب الدافعة بالفاعلين الاجتماعيين إلى الخروج إلى الشارع والتظاهر.
-
قفصة تتصدّر خارطة الاحتجاجات
أما خارطة الاحتجاجات فلم تعرف تغييرات، إذ تواصل ولاية قفصة احتلال الصدارة لتكون الجهة الأكثر احتجاجًا للشهر السادس على التوالي، أين تم تنظيم 40 تحركًا احتجاجيًا خلال شهر جوان، تليها في ذلك كل من ولاية بنزرت وولاية مدنين بـ 36 تحركًا، وتأتي تباعًا ولاية نابل فولاية القيروان ثم تطاوين وولاية تونس.
ووفقًا للمنظمة، فإن مقرات العمل تمثل الفضاء الأساسي لتحركات شهر جوان 2024، إذ شهدت تنظيم 82 تحركًا منها، تليها الطرقات والأماكن العامة بـ 47 تحركًا احتجاجيًا.
ولفت المنتدى إلى أن شركات فسفاط قفصة تحافظ على مرتبها الثالثة في فضاءات التحرك بـ 31 احتجاجًا، مع بروز لوسائل الإعلام وفضاءات التواصل الاجتماعي التي تحولت إلى أطر أساسية للاحتجاج والتعبير عن الغضب والرفض والتنديد وذلك بحملها لـ 30 مطلبًا احتجاجيًا.
واتجهت التحركات المسجلة خلال شهر جوان/يونيو 2024 في 94% منها إلى المنحى المنظم في الوقت الذي كانت فيه في 5.19% تلقائية.
وعلى غرار الأشهر السابقة مثلت الاحتجاجات الجماعية النسبة الأكبر من التحركات لتصل نسبتها إلى 95.75% من جملة التحركات المسجلة، مقابل 4.25% جاءت في شكل فردي.
وكانت التحركات خلال شهر جوان الماضي في 104 منها ذكورية بالأساس، في حين سجلت مشاركة الجنسين في 105 احتجاجات، وكانت في 3 منها نسائية.
-
مؤشرات العنف والانتحار في تونس.. حصيلة ثقيلة
أما بخصوص مؤشرات الانتحار، فقد لفتت المنظمة إلى تسجيل حصيلة ثقيلة خلال السداسي الأول من سنة 2024 بلغت 75 حالة انتحار ومحاولة انتحار، 60 منهم من الذكور و15 من الإناث، و9 حالات منهم تم تسجيلها خلال شهر جوان/يونيو الماضي.
وأضافت أن فئة الشباب مثلت نسبة 47% منهم في حين بلغت فئة الأطفال نسبة 18%. ومثل فضاء السكن الإطار الأساسي الذي يعمد داخله الأفراد لوضع نهاية لحياتهم.
ومازالت القيروان تحتل المرتبة الأولى في حالات ومحاولات الانتحار أين سجلت نحو 15% من الحالات خلال الأول للسنة، يليها في ذلك ولاية بنزرت فولاية قابس والقصرين.
وأفاد منتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية في تقريره بأن مؤشرات العنف تحافظ على نسقها المرتفع المعتاد خلال شهر جوان 2024، وبمزيد تمظهر لحالات العنف المسلط على النساء.
ولفتت المنظمة إلى تسجيل حادثة تقتيل لامرأة في ولاية القيروان، إضافة إلى حادثة حرق زوج لزوجته في ولاية قفصة وفي نفس اليوم أقدم آخر على دهس طليقته وأمها بسيارة، كما لم يخلو الشهر من أحداث تهديد بالقتل وبراكجات وتحرش واغتصاب لنساء وأطفال واعتداءات في الفضاء العام والخاص، ومثل الشارع الفضاء الرئيسي لممارسة أفعال العنف.
وأفاد المنتدى بأن فئة الذكور تمثل نسبة 55 % من القائمين بسلوك عنيف مقابل 20% جاء في شكل عنف مختلط أما في نسبة 25% من الحوادث كان المعتدي امرأة.
وتصدر القتل ومحاولة القتل قائمة أكثر أنواع العنف تواترًا خلال شهر جوان وجاءت ولاية بن عروس في صدارة ترتيب الولايات الأكثر تسجيلاً لحالات العنف.
زر الذهاب إلى الأعلى