جدل واسع ضجّ في تونس هذه الأيام على خلفية توزيع كتيّب موجه للأطفال في معرض تونس الدولي للكتاب في دورته الـ38، حول “الجنسانية” من إعداد صندوق الأمم المتحدة للسكان والجمعية التونسية للصحة الإنجابية.
نشطاء: الغاية من الكتيب التطبيع مع المثلية الجنسية
والكتيّب الذي يحمل عنوان “سين وجيم الجنسانية، كيفاش تسلكها مع صغيرك”، والذي تم توزيعه في جناح الأمم المتحدة بمعرض الكتاب بالكرم، هو عبارة عن حوار بين طفل ووليّ أمره، يتناول جملة من الأسئلة في علاقة بالجنسانية وكيفية الإجابة عن هذه الأسئلة، وفق ما يراه معدّو هذا الكتيّب.
ومن بين المواضيع المطروحة فيه مسألة المثلية الجنسية والعلاقات بين المثليين، وغيرها من المواضيع.
وقد ضجّت منصات التواصل الاجتماعي في تونس، وعبّر نشطاء عن استيائهم من مضمون هذا الكتاب الذي اعتبروه من قبيل “دسّ السم في العسل” باعتباره “يروّج للمثلية الجنسية ويدعو للتطبيع معها”، وفق تقديرهم.
وقالت مدربة أطفال، في تدوينة لها على فيسبوك “مراكز دراسات، طبعَات فاخرة، لغة عامية سهلة وفي متناول الجميع وكتيّبات توزّع في معرض الكتاب مجّانًا وعلنًا.. لكن ما الموضوع؟ الدّعوة إلى التّصالح مع المثلية الجنسية ومع الزنا!”، وفقها.
وأضافت قائلة: “مرحلة التّمهيد انتهت والآن بدأ الجدّ بدخول مرحلة غسيل الدماغ مباشرةً والتّطبيع مع الرذيلة، تحت مُسمّى الحريّة الجنسانيّة”، على حد قولها. ودعت المدربة الأولياء إلى التثبت مما يقع اقتناؤه أو الحصول عليه مجانًا من كتب، معقبة: “هناك فرق بين التربية الجنسية والجنسانية التي يتحدثون عنها”.
ودونت ناشطة أخرى على فيسبوك: “صناديق الأمم المتحدة وجمعياتهم وهيئاتهم ومؤتمراتهم وبرامجهم “الإصلاحية” هي مجعولة أساسًا لتنميط المجتمعات، والهدف الأساسي طمس هوية أي مجتمع لديه هوية”.
مدير معرض الكتاب: تم سحب الكتاب نظرًا للإخلال بأدبيات التعامل
وأمام الجدل الواسع، أفاد المدير الفني لمعرض تونس الدولي للكتاب في دورته الـ38 محمد صالح القادري بأنّ الكتيّب المذكور تم سحبه ولم يعد يوزّع في معرض الكتاب.
وقال القادري، إنّ منظمة الأمم المتحدة لم تمدّ إدارة المعرض بقائمة الكتب التي ستكون في جناحها حتى يقع التبين من مضمون الكتيّب، موضحًا أنه كان منتظرًا من المنظمة أن تقتصر على تقديم صور ومطويات ومعلقات.
وأكد في هذا الصدد أنه بمجرد الانتباه للكتيّب الذي وقع توزيعه قامت إدارة المعرض بسحب الكتيّب، معقبًا: “أكدت بشدة للمسؤولين عن جناح الأمم المتحدة بالمعرض أنه غير معقول وغير منطقي أن يتم جلب وثائق من هذا القبيل دون الإدلاء بها”.
وأكد القادري أنّ لجنة الفرز في معرض الكتاب لا تتحمّل المسؤولية فيما حصل، معقبًا: “المسؤول هو من جلب الكتاب، ونعتبر أنّ المسؤولين عن الجناح أخلوا بأدبيات التعامل”، حسب تصريحه.
زر الذهاب إلى الأعلى