أخبارتونس

مرضى سرطان الجلد في تونس يستغيثون

باتت أزمة فقدان بعض الأدوية في تونس تتفاقم يومًا بعد يوم، خاصة فيما يتعلق بأدوية ذات طابع حياتي، يهدد فقدانها أو تذبذب وجودها بالأسواق، حياة المرضى.

ولعلّ قصة الشاب محمد باجي (أب لطفلين: 5 سنوات ورضيعة أقل من سنة)، خير مثال على استفحال هذه الظاهرة، بعد أن أكّد في تصريحه لـ”الترا تونس”، أنّ مرضى سرطان الجلد في تونس يوجهون نداء استغاثة إلى السلطات، على خلفية معاناة عدد منهم، وتحديدًا مرضى سرطان الجلد “Mélanome” من عدم توفر الأدوية في شكل حبوب “Traitement Immunothérapie” من تصنيع مخابر “Novartis Pharma”.

يؤكد باجي أنّ زوجته أصيبت بهذا المرض، لكنها لم تتمكن بعد من التمتع بحقها في العلاج رغم أنّ “الصحة حق يكفله الدستور التونسي” وفق قوله. يضيف: “دواء هذا المرض غير موجود في تونس لأسباب عديدة منها أنه يتم تصنيعه بالخارج من طرف مخبر وحيد في فرنسا، وقد مررنا بكل مراحل الموافقة المبدئية من قبل الصندوق الوطني للتأمين على المرض (الكنام)، وأخذنا موافقة بالتكفل بكل مصاريف الدواء لمدة سنة كاملة، لكن لم تصلنا أي حبة منه إلى حد اليوم منذ أكثر من 6 أشهر” على حد تعبيره.

يضيف محمد باجي أنّ الموافقة على التكفّل بالعلاج من طرف “الكنام” تمّت منذ آخر شهر ديسمبر/كانون الأول 2023، لكن المهلة المعلنة من طرف الصندوق والمتمثلة في بضعة أسابيع لا تتجاوز الستة، تحوّلت إلى أكثر من ستة أشهر، وقال “هذا مرض نادر، أي أنّ بعض الحالات فقط تحمله في تونس لا يتجاوزون الخمسة أفراد، أي أنه من المفترض أن يتم التكفل بهم جميعًا، لكننا لم نتحصل على أي دواء لأسباب عديدة منها أنّ المخبر غادر تونس، ومنها أيضًا مماطلة الصيدلية المركزية التونسية” على حد تعبيره.

يشدد الشاب على أنه طرق كل الأبواب، من البرلمان التونسي إلى الصيدلية المركزية ووزارة الصحة إلى حضوره بوسائل الإعلام المختلفة، حتى أنه تواصل عبر البريد الإلكتروني مع المخبر في فرنسا الذي أكد أنه أرسل الطلبية، لكن الصيدلية المركزية تقول إنه لم يصلها شيء، وبالتالي هناك حلقة مفقودة، وفق تقديره.

وأشار باجي في السياق نفسه إلى أنّ المشكل هو في مسألة ديون الصيدلية المركزية المتراكمة والتي يطالب المخبر بها، أي أنّ هناك ديونًا متخلدة بذمة الدولة التونسية تجاه هذا المخبر، لافتًا إلى أنّ قيمة الدواء شهريًا تبلغ 36 ألف دينار تونسي (حوالي 11.5 ألف دولار شهريًا)، أي تقريبًا 370 ألف دينار في السنة، وهو مبلغ ليس في متناول أي مواطن، وفق قوله.

يفسّر الأب طريقة عمل هذا العلاج، فقال إنه يستوجب الاستمرارية لمدة عام كامل لتثبيت الخلايا السرطانية داخل الجسم وعدم انتشارها، ولا يمكن التوقف عن تناوله إلا لفترة أقصاها من أسبوع إلى 3 أسابيع فقط خلال السنة، وهو إن كان قد باع الكثير من الممتلكات كي يوفر مبلغ علاج شهرين فقط، فإنه لا يقدر على المواصلة وسط تلكؤ مختلف الأطراف في إحضار الدواء.

كما استنكر الشاب أن تستورد الصيدلية المركزية التونسية عدة أنواع أخرى من الأدوية من تصنيع نفس المخبر، عدا هذا العلاج ضد سرطان الجلد، موجهًا نداء الاستغاثة لكل من وزارة الصحة التونسية والصيدلية المركزية ورئاسة الجمهورية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى