أثار بلاغ مسرح الأوبرا المنشور على صفحته الرسميّة، يوم الجمعة 23 ديسمبر 2022، بخصوص الإعلان عن إجراء بتة عموميّة قصد تسويغ عدد من المحلات التجارية بمدينة الثقافة، ردود أفعال كبيرة وجدلا حول تداخل النشاط التجاري بالنشاط الثقافي في فضاء “مدينة الثقافة الشاذلي القليبي”، الذي يكتسي طابعا ثقافيا وفنيا بحتا.
وفي توضيح حول الموضوع أفاد محمد الهادي الجويني، مدير عام مسرح الأوبرا، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، بأنّ المحلاّت التجارية هي جزء من مكونات مدينة الثقافة القائم تأسيسها على جزئين منذ بعثها كمشروع وطني، جزء ثقافي يشمل الأقطاب الفنية والذي تمّ تدشينه سنة 2018، وجزء آخر مخصص للمحلاّت التجارية التي يهدف استغلالها للدعم المادي للأنشطة الثقافية المنتظمة داخل أسوار المدينة.
وأوضح الجويني أنّه تمّ إعداد كرّاس شروط في الغرض بالتنسيق مع وزارة أملاك الدولة التي حدّدت معاليم الكراء والأسعار الافتتاحية لهذه الفضاءات.
وبيّن مدير عام مسرح الأوبرا أنه تم إحداث “صندوق مدينة الثقافة” تحت إشراف وزارة المالية، مشيرا إلى أنّ هذا الصندوق سيجمع العائدات المالية أيّ مداخيل الكراء لتوجيهها كدعم للتظاهرات والأنشطة الثقافية التي تقام بالمدينة.
وأكّد محمد الهادي الجويني أنّ تسويغ محلات صلب مدينة الثقافة هو إجراء متفق عليه منذ بدايات إطلاق مشروع المدينة للنهوض بالاقتصاد الثقافي عبر حسن استغلال الفضاءات التجارية بالمدينة، مشدّدا على أنّ مدينة الثقافة أعطت الأولويّة في فضاءاتها للصناعات الثقافيّة، حيث تمّ فتح محلّ خاصّ ببيع العرائس ومكتبة ومحلاّت للابتكارات الحرفية التراثية والآلات الموسيقية والفنون التشكيلية وفضاء لبيع الابتكارات الفنية والتراثية.
وأوضح الجويني أنّ فتح مطاعم ومقاهي ومحلات داخل المدينة من شأنه إعطاء حيوية في تناغم مع الأنشطة والعروض الفنية في المدينة فضلا عن استجابته لمطالب الجمهور المواكب للتظاهرات والزائرين من تونس ومن الخارج، مثل ما هو معمول به في أكبر الفضاءات الثقافية في العالم.