قال المرشح الرئاسي ورئيس حزب مشروع تونس، محسن مرزوق، إنه ساهم بشكل كبير في وصول الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي إلى قصر قرطاج، معتبراً أن علاقته بقائد السبسي تتشابه كثيراً بعلاقة الأخير بالزعيم الحبيب بورقيبة. كما أكد، من جهة أخرى، أنه سيعمل على تعديل الدستور التونسي، في حال وصوله للرئاسة، محملاً النظام السياسي القائم المسؤولية عن حال الشلل الذي تعيشه البلاد على مختلف الأصعدة.
كما نفى مرزوق دعمه من قبل قوى دولية للوصول إلى قصر قرطاج، مشيراً إلى أنه «عميل» فقط لبلاده. كما اعتبر أن قضية إيقاف نبيل القروي تتشابه إلى حد كبير مع ما حدث مع المرشح الفرنسي السابق فرانسوا فيون، مستغرباً تركيز الجميع على توقيت الإيقاف وعدم الاهتمام بموضوع «تورط» القروي أو عدمه بملفات تتعلق بالفساد.
وفي حوار خاص مع «القدس العربي»، أكد محسن مرزوق أن علاقته مع الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي بدأت منذ 2011 خلال رئاسة قائد السبسي للحكومة المؤقتة، ،»وكان بيينا علاقة احترام وحب وتقدير، وكنت لاحقاً من الفريق الصغير الذي أسسه معه نداء تونس، وبعد ذلك كنت رئيساً لحملته في الانتخابات الرئاسية، واختلفنا فيما بعد، لكن جوهر هذا الاختلاف كان حول دور ابنه فيه (ورغم ذلك بقيت التواصل مستمراً فيما بيننا).
وكان يوصيني دوماً ببقاء «شعرة معاوية» بيننا، مثلما كانت علاقته بالرئيس الحبيب بورقيبة، الذي طرده مرات عدة من الحزب والحكومة وقال فيه كلاماً يندى له الجبين، لكنهما حافظاً – رغم ذلك – على علاقة جيدة نسبياً بينهما. ورغم إحساسي بالظلم في علاقتي بالسبسي فيما يتعلق بأحداث 2015، ورغم ذلك، أعتقد أن السبسي شخصية استثنائية أنقذت تونس في 2011 و2014».
وحول السجال الذي حدث أخيراً بينه وبين نجل السبسي والممثل القانوني لنداء تونس، حافظ قائد السبسي، قال مرزوق: «لا أريد التعليق، احتراماً للباجي قائد السبسي، علماً أن علاقتي طيبة جداً مع جميع أفراد عائلته باستثناء حافظ. ولكن أقول لحافظ: الله يهديك، وصل بك الأمر لتكذيب والدك، الذي قال في حوار تلفزيوني شهير: أنا في قصر قرطاج لأن محسن مرزوق كان رئيساً لحملتي الانتخابية. عموماً أنا أدعو أن تحظى عائلة السبسي بكل الاحترام تقديراً للفقيد، وأرجو من الأخ حافظ – تقديراً لصورة والده -عندما يتحدث أن يكون في مستوى لقبه العائلي».
وكان حافظ قائد السبسي اتهم محسن مرزوق باستغلال صورة والده لتحقيق مكاسب سياسية، مشيراً إلى أن مرزوق «لم تكن له في واقع الأمر صلة بالحملة الانتخابية للرئيس الراحل الباجي قائد السبسي إلا الاسم لا أكثر ولا أقل، وظهوره الفولكلوري لتسجيل تواجده، وقد عيّن مديراً للحملة الانتخابية ولم يباشر إلا بطريقة صورية ومقتصرة على بعض التصريحات الإعلامية، ولم يكن له أي تواجد فعلي أو ميداني ما عدا ذلك».
كما نفى مرزوق حصوله على دعم خارجي من أي قوى إقليمية أو دولية للوصول إلى الرئاسة، وأوضح بقوله: «عملت في قطر قبل الثورة لأنني كنت أميناً عاماً لمنظمة دولية مستقرة في قطر، وقبلها كنت أعمل في فيردم هاوس، وهي منظمة أمريكية، وعندي علاقات في أمريكا وعلى مستوى دولي، وعندما أتيت إلى تونس بعد 2011 اختلفت مع أناس لديهم علاقات بقطر، فاتهموني بالعلاقة مع الإمارات واتهموني بعلاقاتي مع روسيا. لدي علاقات دولية جيدة، وهي ضرورية لرئيس الجمهورية، لكن «عميل» لدولة واحدة هي تونس».
وحول إيقاف المرشح نبيل القروي، قال مرزوق: «اختلط الزمن القضائي بالزمن الانتخابي، تذكرني بما حصل في الانتخابات الفرنسية في 2016، كان المرشح الذي يملك أوفر الحظوظ تتم تهنئته بالنجاح هو فرانسوا فيون زعيم اليمين، وماكرون كان في الصف الثاني، فخرجت له قضية قبل الانتخابات وتواصلت خلال الحملة الانتخابية دمرت كل حظوظه، وبرغم هذا كله جاء في المركز الثالث، ورغم خسارته بـ 15 نقطة لم يسأل الفرنسيون عن التوقيت، بل سألوا أنفسهم هل كان فيون مذنباً أم لا. ونحن لم نسأل هل كان مذنباً، بل لماذا أوقف هذه اللحظة، لا تتحمل المسؤولية كلها، «أنا يقظ» هي التي رفعت القضية، وأيضاً تم إيقافه ورئيس الحكومة كمال مرجان. لدي ثقة في القضاء التونسي، ملاحظات حول طريقة الإيقاف كان يمكن أن تتم بشكل مختلف.. لا أريد إيقاف قوات الأمن. نبيل القروي بريء حتى تثبت إدانته، وطلبنا من القضاء مدّنا بتفاصيل القضية».