مؤتمر المناخ: تكثيف الجهود من اجل التصدّي للتغير المناخي
سيراً على نهج المؤتمرات السابقة، ستعمل الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ و الذي يُعقد خلال الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر من العام الجاري في مدينة “إكسبو دبي، على تقييم الجهود العالمية في التصدّي للتغير المناخي وتحفيزها وتوجيهها. وتتوافق رؤية مدينة إكسبو، تلك المدينة المستقبلية المستدامة و الصديقة للبيئة، مع أهداف المؤتمر ومساعيه الهادفة إلى تطبيق الممارسات المستدامة وحشد الجهود العالمية لتحقيق الأمن المناخي.
مؤتمر المناخ 2023 هو مؤتمر يتخصص ويعنى بشكل كبير في الآثار والأضرار الناجمة عن التغير في المناخ. حيث تطلق مدينة إكسبو دبي سلسلة متنوعة من الفعاليات للمساهمة في بناء مستقبل يتميز بالأمن المناخي. ستعمل المعارض والمنتديات وعروض الأداء، إضافة إلى فئة الشباب، على تشجيع العمل المناخي والبيئي. كما سيكون هنالك سلسلة من الفعاليات الهادفة والملهمة تستقطب الزوار من كل الأعمار والخلفيات للمشاركة في الجهود العالمية في التصدّي للتغير المناخي.
من 6 وحتى 17 نوفمبر 2023، ستكون هنالك جلسات نقاش شبابية، وعروض أداء، ومعارض متنوعة، والكثير مما تقدّمه مدينة إكسبو دبي ضمن سلسلة من فعالياتها القائمة على موضوع الاستدامة. وتتوّج هذه الجهود مساحة عامة تمثل “منطقة خضراء” استثنائية ومؤثرة.
كما أطلقت دولة الإمارات مبادرات وبرامج متنوعة لإشراك الشباب في العمل المناخي وتعزيز مكانة البيئة كأولوية لديهم، وهي جهود تنسجم مع أهداف حملة “استدامة وطنية” التي تم إطلاقها مؤخراً تزامناً مع الاستعدادات لاستضافة مؤتمر المناخ، والذي سيشهد طرح أفكار شبابية مبتكرة تثري أجندة عمل المؤتمر، وتقدم حلولا عالمية مستدامة، وتدعم الجهود المبذولة لتحقيق التعهدات التي قطعها العالم على نفسه من أجل الأجيال المقبلة.
رائدة المناخ للشباب
جاء استحداث دولة الإمارات دور “رائدة المناخ للشباب” لأول مرة في تاريخ مؤتمر الأطراف منذ انطلاقته الأولى، ليضع الشباب في قلب الحدث، حيث تم تعيين شما بنت سهيل المزروعي، وزيرة تنمية المجتمع نائب رئيس مركز الشباب العربي، رائدة المناخ للشباب في مؤتمر الأطراف بهدف إيصال أصوات الشباب خلال المؤتمر وإعطاء الأولوية للاستفادة من مهاراتهم وقدراتهم.
حيث تعمل مع المعنيين داخل الدولة وخارجها لدعم الشباب وخلق مزيد من الفرص لهم، إضافة إلى إنشاء آليات لتمويل ابتكارات الشباب في مجال العمل المناخي، ويأتي تكليفها بهذه المهمة إدراكاً لأهمية تمكين الشباب وتفعيل دورهم الحيوي في العمل المناخي، وذلك للاستفادة من المهارات الابتكارية لنحو ملياري شاب في مختلف أنحاء العالم.
الطريق إلى “كوب 28”
هدفت أولى فعاليات الطريق إلى “كوب 28” إلى تثقيف وتمكين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و35 عاماً من فهم موضوع تغير المناخ والتعامل معه بالتعاون مع برامج إكسبو للمدارس، بالإضافة إلى نشر التوعية والثقافة العامة لكافة شرائح المجتمع المشاركة في الحدث من خلال أنشطته المتنوعة. وتضمنت الفعالية مجموعة من الحلقات الشبابية والمناقشات وورش العمل ومبادرات الاستدامة، إلى جانب إطلاق مبادرات رئيسية لدعم مشاركة الشباب في المفاوضات العالمية بشأن تغير المناخ وتعزيز جهود المنظمات التي يقودها الشباب والتي تخدمهم، وحضورها في مجتمع المناخ العالمي.
برنامج مندوبي الشباب الدولي للمناخ
ويستهدف البرنامج الدولي بعنوان “برنامج مندوبي الشباب الدولي للمناخ” إعلاء أصوات شباب العالم، وعرض وجهات نظرهم وأولوياتهم المتنوعة في المؤتمر، حيث يعمل على إتاحة الفرصة لـ 100 شاب معظمهم من البلدان الأقل نمواً والدول الجُزرية الصغيرة النامية، للمشاركة في مفاوضات المناخ ومبادرات الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص ذات الصلة، كما يستهدف تلبية احتياجات الشعوب الأصلية ومجموعات الأقليات، ويقدم الدعم المالي وتدريبات بناء القدرات للمندوبين الشباب المختارين للالتحاق بالبرنامج.
وسيتابع المندوبون المئة أيضاً عمليات التفاوض الخاصة باتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ على مدار العام، كما سيجمعون المُدخلات والأهداف المشتركة من بلدانهم، ويسهمون في بناء الخطة الاستراتيجية والرؤية السياسية لمؤتمر الأطراف، إلى جانب دعوة بعضهم للمشاركة في بعض الفعاليات المهمة في أجندة المناخ، بما في ذلك الاجتماعات التحضيرية لمؤتمر الأطراف “COP28” التي ستُعقد في أكتوبر المقبل، والأسابيع المناخية الإقليمية للأمم المتحدة.
برنامج مندوبي شباب الإمارات للمناخ
تهدف الدورة الأولى من “برنامج مندوبي شباب الإمارات للمناخ” إلى الأخذ بآراء الشباب واحتياجاتهم في سياسة المناخ الدولية، واكتشاف أحدث الممارسات وابتكار حلول إبداعية واستباقية مستدامة لتداعيات تغير المناخ، ودعم التطوير المهني، إلى جانب بناء المهارات والقدرات والمعرفة وتعزيز التواصل الشبابي للمشاركة في منهجيات المناخ، مع فتح باب الحوار ودعم الابتكار لبناء الوعي حول أهمية دورهم في تفعيل أهداف التنمية المستدامة في دولة الإمارات، والعمل على صنع نموذج مميز للمشاركة الشبابية في “كوب28”.
شبكة المناخ الجامعية
تضم “شبكة المناخ الجامعية” 23 من نخبة مؤسَّسات التعليم العالي في دولة الإمارات..
وتأتي هذه المبادرة لتعكس دور الجامعات بصفتها حاضنات الأجيال المقبلة التي ترعى الابتكار، وتوفِّر منصاتٍ لإعلاء أصوات الشباب، ما يتيح التعبير عن آرائهم والإسهام في مناقشات تشكيل السياسات الأكثر أهمية لاحتياجاتهم.
مجلس الشباب العربي للتغيّر المناخي
أطلق مركز الشباب العربي في عام 2021 مجلس الشباب العربي للتغيّر المناخي، ليشكل منصة إقليمية تعزز تفاعل الشباب العربي مع القضايا البيئية، وتدعم الاستراتيجيات العربية المتعلقة بالبيئة والتغير المناخي، وتسهم في إيجاد قادة رأي ومبتكرين شباب في مجال العمل المناخي.
ويهدف المجلس إلى تمكين الشباب العربي بالمهارات المطلوبة لمواجهة التحديات المناخية، وتمثيل صوته في المحافل العربية والدولية في مجال البيئة، ودعم الدول العربية في سعيها لتعزيز جهودها في العمل المناخي، ورفع توصيات استراتيجية لصنّاع القرار في العالم العربي، فضلاً عن اقتراح حلول فعالة بالشراكة مع القطاعين الحكومي والخاص، وتشجيع الاستثمار في المشروعات الناشئة والصغيرة في مجال حماية البيئة ومواجهة التغير المناخي وتحقيق الاستدامة.
وأطلق مجلس الشباب العربي للتغير المناخي دورة “أبجديات التغير المناخي – مادة تأسيسية” المكثّفة التي تشكل برنامج تعليمياً وتوعوياً يعرّف الشباب العربي بأبرز مخاطر التغيّر المناخي والتهديدات البيئية من منظور إقليمي، حيث تتوفر الدورة مجاناً للشباب بثلاث لغات هي العربية والإنجليزية والفرنسية.
شبكة العمل المناخي الشبابي
أطلق “مركز الشباب العربي” في عام 2022 “شبكة العمل المناخي الشبابي” التي ضمت منذ انطلاقتها ما يزيد عن ألف شاب وشابة من مختلف أرجاء الوطن العربي. وتوفر شبكة العمل المناخي الشبابي أيضاً قاعدة بيانات مرجعية للشباب العربي الطموح والعامل في قضايا الاستدامة وتغير المناخ، وتسمح لمنتسبيها من مختلف الدول العربية بالتطوع للعمل المناخي، إلى جانب الاطلاع على أحدث المبادرات العربية والعالمية في مجال مواجهة تداعيات التغيّر المناخي والاستفادة من فرص تحقيق الاستدامة بالتعاون مع المؤسسات والشركات والمنظمات المعنية بالعمل البيئي فضلاً عن التعلم من خبرات وتجارب أعضاء مجلس الشباب العربي للتغير المناخي.
توسيع نطاق العمل التطوعي
لضمان مشاركة الشباب في برامج المحافظة على البيئة، أطلقت سلسلة من فعاليات “الطبيعة والمناخ للشباب كوب28″، في شهر جوان 2023، التي طورتها هيئة البيئة في أبوظبي بالتعاون مع جمعية الإمارات للطبيعة والصندوق العالمي للطبيعة.
وتهدف السلسلة إلى مشاركة الشباب وأفراد المجتمع وتوعيتهم بشأن برامج المحافظة على البيئة حتى بعد اختتام المؤتمر، إلى جانب توسيع نطاق العمل التطوعي بين مجتمع النشطاء في مجال البيئة والمتطوعين في برامج علم المواطنة في دولة الإمارات طوال عام الاستدامة 2023.
الشباب وحلول المناخ
من المهم جدا معرفة أنه كلما تزايد وعي الشباب بالتحديات والمخاطر التي تطرحها أزمة المناخ، تزايد وعيهم بفرصة تحقيق التنمية المستدامة عبر حلول لتغير المناخ. فالشباب ليسوا مجرد ضحايا لتغير المناخ، فهُم أيضاً مساهمون مهمون في العمل المناخي، كما أنهم وكلاء للتغيير ورواد أعمال ومبدعون، ويكثفون جهودهم ويستخدمون مهاراتهم لتسريع العمل المناخي، سواء من خلال التعليم أو العلم أو التكنولوجيا.
ملاك الشوشي