لبنان بين فوضى الإعلام وتشويه الحراك
بقلم: سندس الهادي – حري بنا أن نتساءل كل يوم عن دور الإعلام في الشأن السياسي وما ينفذه من أجندات. الحراك الشعبي الذي تعيشه لبنان غطته وسائل إعلام محلية بدقة موجهة مما أدخل الإحتجاجات في نفق العنف والسب والشتم .
قناة الجديد وال MTV و ال LDC كلها فضائيات تبين بالمكشوف من خلال شهادات صحفيين يشتغلون فيها أنها تغطي على فساد المصرف المركزي اللبناني المسؤول الأول عن السياسات المالية في لبنان و في نفقات لا مسؤولة عمقت من الأزمة الإقتصادية.
حيث عمدت هذه القنوات إلى التعتيم الإعلامي على احتجاحات اللبنانيين أمام المصرف بل و ركزوا على ثلة من المتظاهرين إعتمدت السباب والشتم وهذا ما أجج الفتنة والاشتباكات وسقوط قتلى وجرحى ببعض الضواحي. الإعلام ذلك السحر والسلاح بنفس الوقت.
لن تتوفر في الاعلام الموضوعية لان الوسيلة الإعلامية ليست محايدة وتمويلها يحدد وجهتها السياسية في بلدٍ تحكم فيه الاحزاب ضمن نظام المحاصصة الطائفي.
المحايد ينقل وجهة نظره وايضا وجهة نظر الآخرين على حدٍ سواء دون تحوير او توجيه ولا تدخّل ليترك للجمهور إختيار قناعته. لا يمكننا التساهل مع مصداقية الإعلام . أن تنقل الحدث دون تحوير او تضليل او خداع هو المطلوب في التغطية الإعلامية .
صناعة الكذب من اجل تشويه الحقائق هي تضليل إعلامي وثقافي وإجتماعي ، لأن الإعلام من يصنع الثقافة ويروّج لها وينشرها . والثقافة تبلور مفاهيم وقيَم المجتمعات ومعارفها .
إن تنميط الاعلام بإتجاهٍ معيّن لغرس صورة في اللاوعي الجماعي او الفردي دأبت عليه القوى الإستعمارية سابقًا والحكام الطاغوتيين حاليًا. مقولة إكذب ثم إكذب ثم إكذب حتى يصدققك الناس ، إستبدلت بلا تتكلم عما تشاهده بل بما نقوله لك ! انه إغتصاب للعقول عندما توجِّه الناس للحديث عما تريد انت من خلف الوسيلة الاعلامية لا كما هي الحقيقة .