أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري محادثات، السبت، مع نظيره السوري فيصل المقداد الذي وصل إلى القاهرة صباحا في زيارة هي الأولى لمسؤول سوري على هذا المستوى منذ أكثر من عشر سنوات.
وقال المتحدّث الرسمي باسم الخارجية المصرية أحمد أبو زيد إن محادثات الوزيرين “تناولت مختلف جوانب العلاقات الثنائية وسبل دفعها وتعزيزها (…) بالإضافة إلى عدد من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك”.
وأكّد المتحدّث باسم الخارجية أنّه “على ضوء ما يربط بين البلدين من صلات أخوة وروابط تاريخية، وما تقتضيه المصلحة العربية المشتركة من تضامن وتكاتف الأشقاء في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية المتزايدة، فقد تناولت المباحثات سبل مساعدة الشعب السوري على استعادة وحدته وسيادته على كامل أراضيه”، فضلا عن “جهود تحقيق التسوية السياسية الشاملة للأزمة السورية”.
وجدّد الوزير شكري، وفق المتحدث باسم الخارجية المصرية، تأكيد “مساندة مصر لجهود المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا”.
وأوضح المتحدث أنّ الوزيرين اتفقا على “تكثيف قنوات التواصل بين البلدين على مختلف الأصعدة خلال المرحلة” المقبلة.
وقام شكري في 27 فيفري بزيارة إلى سوريا، كانت الأولى منذ عقد، بعد أيام من الزلزال الذي أودى بعشرات الآلاف في تركيا وسوريا.
وأعقبت تلك الزيارة اتصالاً أجراه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بنظيره السوري بشار الأسد إثر الزلزال، كان الأول بين الرجلين منذ تولي السيسي السلطة في مصر عام 2014.
وبخلاف دول عربية عدّة، أبقت مصر سفارتها مفتوحة في دمشق طيلة سنوات النزاع، لكنها خفّضت مستوى التمثيل الدبلوماسي وعدد أفراد بعثتها.
وزار مدير إدارة المخابرات العامة في سوريا اللواء علي المملوك القاهرة عام 2016، في أول زيارة معلن عنها أجراها إلى الخارج منذ اندلاع الحرب في بلاده.
إثر اندلاع النزاع في سوريا عام 2011، قطعت دول عربية عدة خصوصاً الخليجية علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا وأغلقت سفاراتها في دمشق، كما علقت جامعة الدول العربية عضوية سوريا.
ويرى محلّلون أنّ الأسد قد يجد في التضامن الواسع معه إثر الزلزال، “فرصة” لتسريع تطبيع علاقاته مع محيطه الإقليمي، خصوصا في اعقاب إعلان ايران، الداعمة لدمشق، الشهر الماضي الاتفاق على استئناف العلاقات مع السعودية بعد قطيعة استمرت سبع سنوات.
الحرّة