استرجع النائب بمجلس نواب الشعب عن تحيا تونس مبروك كورشيد اليوم الثلاثاء 12 ماي 2020 خلال الجلسة العامة لمناقشة عدد من قوانين المشاريع، ذكرى “معاهدة الحماية” عندما سلّم الباي التركي تونس للمستعمر الفرسي، قائلا “ لا يقتصر اليوم على ذكرى الجلاء فقط بل هو ذكرى امضاء باي تونس على قرار تسليم البلاد لفرنسا عبر معاهدة الحماية التي مرّن عليها اليوم 140 سنة.. في مثل هذا اليوم سلّم الأتراك الذين كانوا يحكمون تونس البلاد الى الفرنسيين في قاعة العرش الموجودة بقصر باردو، في مكتب رئيس مجلس النواب راشد الغنوشي الآن..يجب أن نأخذ العبرة”.
وأضاف كرشيد خلال مداخلته ” العبرة الأولى هي أنّه لا فرق في الاستعمار ولا وجود لإستعمار حميد واستعمار خبيث، لا فرق بين استعمار بقبعة اسلامية أو قبعة مسيحية…الاستعمار يفضي الى بعضه” متابعا ” الاتراك سلمونا الى الفرنسيين ولو عادت الكرة سيفعلون نفس الشئ وبالتالي المتهافتون على تركيا وعلى فرنسا كلاهما سواء ويجب أن نحذر التفاصيل” في إشارة الى حركة النهضة .
ولفت الى أنّ الطاولة التي أمضيت عليها اتفاقية الاستعمار سنة 1881، نُقلت الى قصر قرطاج وأمضي عليها قانون الجلاء الزراعي ، قائلا ” منذ ذلك الحين والأرض التونسية محرّمة على “الوزق” وعلى الاستعماريين..يجب أن ننتبه اليوم الى كلّ من يحاول ان يصل من جديد الى الاراضي الزراعية التونسية والاراضي الفلاحية لأنّ هذه أمانة أجيال دُفعت من أجلها الدماء ورمزية استقلال تونس لم تكن سنة 1956 بل كانت سنة 1964 عندما تم اجلاء المستعمر الفرنسي من الارض الفلاحية التونسية ولهذا لا بد أن نحيي تحت سقف البرلمان في هذا اليوم كل المناضلين التونسيين الذين دفعوا الدماء من أجل تحرير تونس وأراضيها وخاصة الاراضي الفلاحية ونُحذّر كل الذين يريدون التفريط في هذا المكسب الوطني الكبير لتركيا أو لغيرها”.
وتطرّق كرشيد خلال مداخلته الى مسألة العنف السياسي في تونس متسائلا “لماذا كلّما إشتدّ النقد أطلّ علينا الارهاب برأسه ..كلّما ضغطنا على الاتفاقيات المشبوهة والأفكار الخاطئة في تونس واشتدّ عود الوطنية أطلّ علينا الارهاب من الخارج؟ ما هذه المعادلة الغريبة وما هذا الحلف الموجود بينهما؟” في اشارة الى التهديدات الارهابية الأخيرة التي تعرّضت اليها رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي، وتعرضه هو الى تهديدات عبر مواقع التواصل الاجتماعي وقال انه رفع قضية بخصوصها في كندا .
وقال “أنا شخصيا هُدّدتُ بأن أصلب في مدينة مدنين ولم أر مكتب المجلس يحرك ساكنا …أحد نواب مكتب المجلس يُهدّد بالصلب في مدنين ولم يتحرّك أحد…على سروال تحرّكنا ( قضية محمد العفاس) ومن أجل القتل يكون التحرك متأخّرا أو غير موجود نهائيا وبالتالي فإنّ للعنف السياسي رابطة عضوية بالمد التقدمي الوطني عندما يحدث في تونس”.