يصدر اليوم الخميس في فرنسا كتاب للمؤلف ميشال توبي بعنوان “الوجه الخفي للإمارات العربية المتحدة”، وهو خلاصة لأبحاث قام بها المؤلف لفهم هذه الدولة الخليجية التي وصفتها مجلة “السياسة” الفرنسية بأنها “إحدى أكثر الدول المؤثرة في فرنسا وأوروبا وأفريقيا وخصوصا في الدول المغاربية”.
وقال مؤلف الكتاب في مقابلة مع مجلة “السياسة” إن سبب تأليفه للكتاب هو قرار الاتحاد الأوروبي في مارس 2019 إدراج الإمارات ضمن القائمة السوداء للملاذات الضريبية، وهو ما فاجأ الكاتب ودفعه لتأليف الكتاب لتعريف القارئ بهذا الدولة غير المعروفة، التي تمتلك نفوذا داخل بلاده وداخل أوروبا عموما.
وذكر توبي في المقابلة مع المجلة الفرنسية أن البحث الذي أجراه عن الإمارات قاده لرصد مشكلات “تختبئ وراء الواجهات البراقة للإمارات”، وأشار إلى أن هذه المشكلات تتعلق بالوجه الخفي لطريقة توزيع السلطة داخل البلد، ونفوذها المقلق في مناطق حول العالم.
الإمارات والسعودية
وركز المؤلف على العلاقة التي تربط رجل الإمارات القوي الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي ارتبط ذكره في الفترة الأخيرة باغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
ويرى ميشال توبي أن أي إدانة لممارسات السلطات السعودية يجب أن تطال أيضا جارتها الإمارات، بحكم أن محمد بن زايد ومحمد بن سلمان يشكلان “ثنائيا جهنميا” ويؤثران في شؤون منطقة الشرق الأوسط، ويطال تأثيرهما أوروبا أيضا.
وخلص المؤلف إلى أن سياسات ولي العهد السعودي لا تنفصل عن تأثير ولي عهد أبو ظبي عليه، الذي وصفه توبي بـ “ميكافيلي الصحراء”.
ويشير المؤلف الفرنسي إلى أن الإمارات توجد على رأس حربة القوى المضادة التي تواجه ما يسمى بالموجة الثانية للربيع العربي في دول عربية مثل الجزائر وليبيا والسودان، ويتحدث المؤلف في كتابه -الذي يقع في 269 صفحة- عن أن الإمارات تحارب هذه الموجة من الاحتجاجات من أجل الإبقاء على الأنظمة الدكتاتورية القائمة، التي رفضها المحتجون في تلك الدول.
ويضيف المتحدث أنه في سبيل مواجهتها لموجة الاحتجاجات، تقوم الإمارات بسياسات للتأثير على الشؤون الداخلية للعديد من الدول العربية مثل الجزائر لدعم المؤسسات العسكرية، ولوقف الحراك الشعبي الداعي إلى التغيير والحرية والتعددية السياسية، وذلك في معاكسة لمنطق التاريخ وفق تعبير المؤلف.
العلاقات مع فرنسا
وعن العلاقات الفرنسية الإماراتية، يذكر ميشال توبي أنه منذ بداية القرن الحالي أبرمت باريس تحت قيادة الرئيس الراحل جاك شيراك اتفاقيات كبرى مع أبو ظبي في مجالات الدفاع والاستخبارات ونقل التكنولوجيا والثقافة، وقد ظلت بنود أغلب تلك الاتفاقيات طي الكتمان.
ويقول الكاتب إن سلطات أبو ظبي تمارس سياسة ضغط وتأثير على النخب السياسية والبرلمانية والفكرية وقادة الرأي في فرنسا من أجل صنع سمعة طيبة عنها تخالف واقعها الفعلي، في حين أن العديد من المشكلات التي تعيشها فرنسا -يقول الكاتب- منبعها نمط من الإسلام المتشدد القادم من منطقة الشرق الأوسط وضمنها الإمارات.